بقلم: الدكتور ذوقان عبيدات
هناك من وضع المجتمع تحت ضغط العودة إلى المدارس، وكان من أبرز مبرراتهم مستقبل الشباب، فالتوجيهي مرحلة حاسمة، ومن حق الطلبة أن يلتحقوا بمدارسهم، وما أن رضخت الدولة لهذه الضغوط، فوجئنا جميعا بأن طلبة التوجيهي لم يلتحقوا بمدارسهم، وأن نسبة 50% منهم أو يزيد فضلوا عدم الذهاب إلى مدارسهم ، طبعا لم يكلف أحد نفسه بإثارة سؤال: لماذا فضلوا الدراسة بعيدا عن مدارسهم؟
أعترف بأن من الصعب تفسير هذه الظاهرة، ولكن ما هو واضح تماما بأن 50% منهم لم يلتحقوا ،ومع صعوبة التفسير فإن احتمالات الإجابة قد تكون :
- اكتفوا بالتعلم عن بعد، وما قدمته الوزارة كان مفيدا وكافيا، فقد نجحت الوزارة ونجح التعليم عن بعد!! طبعا ليس لدى أحد دليل على ذلك سلبا أو إيجابا!!
- إن الطلبة يفضلون الدراسة الذاتية بعيدا عن المدرسة، فالامتحانات تطلب حفظ المادة، والجلوس في البيوت يوفر فرصا أكثر للنجاح، فلم يقم أحد وزنا للتفاعل والإحساس بالمعلم، وقيمة الذهاب خارج البيت بعد حجز طويل.
- إن هذه النسبة التي لم تلتحق ربما تخاف من أي مرض قد يعيقها عن مواصلة الدراسة، ففضلوا الأمن المنزلي عن مغامرة الاختلاط !
- إن نسبة من هؤلاء الممتنعين وجدوا بديلا في المراكز الثقافية، حيث يستمتعون بجو مختلف مع معلمين محترفين يمتلكون خبرة تفوق خبرة معلميهم .
وإلا كيف نفسر ابتعادهم الطوعي عن المدرسة ؟
لا يمكن ترجيح أحد هذه الأسباب، فقد تكون في مجملها صحيحة، لكنها تستحق الدراسة.