بقلم د. رزان العمد
لم تكن دورةً غير عادية وحسب بل وجاءت في ظروفٍ استثنائيةٍ وغير عادية، فالأردن كسائر بلاد العالم أجمع يواجهُ جائحةً فتكت بالثرواث البشريه والاقتصاديه على حدٍ سواء ، جائحة عصفت بإقتصاد الوطن ومقدراته لتلقي مسؤولية مضاعفة على صنّاع القرار السياسي .
لذلك كان خطاب العرش السامي محملاً بالرسائل الهامه والمضامين التي أراد من خلالها جلالة الملك إشعار المجلس بأن ما ينتظره ليس سهلاً وبأن الواجبات والمسؤوليات كبيرة بحجم الوطن وبأن الوطن والمواطن هم الأولوية الاولى .
لذلك ذكر جلالة الملك بأن الاولوية الأولى هي صحة المواطن وحماية الاقتصاد الوطني ، وفي هذا تركيزٌ على أهم قاعدتين لنهضة الدول وهما المواطن والاقتصاد حيث أن المواطن هو العنصر الأهم بل هو العنصر الاساسي للنهضة والتطوير.
ومن ثم يأتي الاقتصاد الوطني الذي يُعتبرُ معياراً مهماً لتفاضلِ الدول وقوتها ووزنها السياسي في العالم .
ولكن ما لفتني كباحثة في مجال القياده والادارة هو تركيز جلالة الملك على أن من واجب السلطات الثلاث العمل معاً لتحقيق هدف واحد بعيداً عن المصالح الذاتيه والواسطات والمحسوبيات وفي هذا التنبيه للمجلس دلالة تحذيريه بأننا نسعى للتغيير والتطوير وبأن أنماط السياسه والادارة القديمة لا مجال لها اليوم فنحن نواجهه فترة صعبه واستحقاقاً شعبياً ودولياً أصعب نحن بحاجة للنهضة الداخليه والتطوير لنحافظ على أردننا داخلياً واقليمياً وعالمياً فمسيرة مئتي عام لوحدها مسؤوليه والحفاظ عليها حمل ثقيل.
ثم اشار جلالته بأهمية وضع خطط قابلة للتحقيق وهنا جلالته يقطع الطريق على المنظرين أصحاب القرارات والافكار التي لا تتناسب مع حجم الوطن وامكاناته، لأنها مشاريع مرهقه للوطن ولن تحقق النتائج المرجوه منها بل ستؤول للفشل حتماً.
كما وتطرق جلالته في خطابه لأهم نقطتين تشغلان المواطن الأردني في الوقت الحالي وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على حنكة وفطنة قيادية فلابد للقائد في خطاباته من التطرق الى نقاط تثير حفظية وقلق مواطنيه لأعاطئهم عنصر الأمان والطمأنينة بأني اعلم واسمع واتابع ما يشغلكم لذلك اشار جلالته الى أهمية مكافحة الفساد والفاسدين وحماية المال العام وأهم دور القضاء وتحقيق العدالة والمساواة وبأن الجميع تحت مظلة القانون سواء وكان لذكر هذه النقطه أهمية ً بالغة في ظل انتشار ظواهر العنف المجتمعي الاخيره كحادثة طفل الزرقاء وغيرها .
ختاماً تطرق جلالته للحديث عن القدس واهمية دور الأردن والهاشمين في الحفاظ عليها ليلفت انتباه المجلس بأن دورنا كدولة في الصعيد الدولي مهم وحساس لذلك النهضة الداخليه طريقنا لنهضتنا الخارجيه وعملنا معاً كفريق واحد مهم جداً للحفاظ على وزننا السياسي .
لذلك هذا الخطاب ايضاً خطاباً استثنائيا ً ليس بغريب على قائد محنك مدرك تماماً بأن هناك فجوة بين الشعب والحكومات فكان لابد له من رسم سياسة عامة للمجلس والحكومه للسير على خطوطها العريضه مع اعطاء اشارات طمأنينه وثقه للمواطن.
ويبقى السؤال الأهم المطروح اخيراً هل فهم أعضاء المجلس الذي اخطىء معظمهم في اداء القسم مضامين ورسائل وأهمية هذا الخطاب!!؟؟
وهل نحن فعلاً أمام مجلس اصلاح قادر على ممارسة سلطاته و دوره على الوجه الأمثل أم أننا أمام خيبةٍ دمقراطيةٍ أخرى ستسطر تحت قبة هذا المجلس؟؟