مدار الساعة - بقلم - حسان عمر ملكاوي
الكابتن والقامة الرياضية العربية والمدرسة والاب والمعلم للكثير من الاجيال الرياضية في الاردن ومصر وغيرهما والذي من سوء حظي انني لم التقه شخصيا، لكنني مثل الكثير عايشت جزءا من انجازته وسمعت وقرأت عن بعضها الاخر، انه المرحوم محمود الجوهري رحمه الله واسكنه فسيح جناته، وجزاه كل الخير، عما قدم سواء عسكريا حيث انه وصل الى رتبه عميد وشارك في حرب اكتوبر، او انسانيا بافعال شهد بها وسمعتها من المقربين منه والمعاصرين له والاصدقاء المشتركين بينا، او على مستوى كرة القدم حيث ابدع وتفنن في الابداع والانجاز، وشهد له بذلك العديد من المدربين واللاعبين والاعلامين والمتابعين سواء في الاردن او مصر او عربيا او دوليا، و قد قاد الراحل منتخب مصر الحبيبة للتتويح بكاس الامم الفريقية لاعبا ومدربا، ليكون الاول افريقيا في ذلك ومن القلائل تاريخيا ممن حصدو هذا الانجاز. والحديث عن الانجازات للكابتن الجوهري يطول ويطول كما قدم الراحل ايضا للكرة العربية واينما حل وارتحل خلاصه فكره وعلمه ونظرياته الرياضية، وجاء مسك الختام لمسيرته الرياضيه
مع الاردن الغالي فقد فعل ما عجز عنه الكثير وما يفوق التعبير، وما يفرض علينا ذكره دائما بالخير معترفين بالعجز عن وصف المسيرة، فالراحل لم يؤثر فقط في مستوى وتصنيف منتخبنا الوطني ولم يكتفِ ان يتاهل منتخبنا ولاول مرة لنهائيات الامم الاسيوية خلال عامين فقط من تولي الجوهري المسؤولية الفنية في الاتحاد مدربا و مستشار ومخططا للكره الاردنية لا بل صعد بالمنتخب الى دور الاربعة وتعرضنا للخسارة مع اليابان بركلات الترجيح التاريخية بعد قام الحكم بتغير المرمى الذي تم التسديد عليه وكانت النتيجة تشير لتقدم منتخبنا الوطني، ولم يكتفِ الراحل بهذا الانجاز بل وضع بصمات كثيرة ونفذ واشرف على خطط وعمليات وافكار كان مصدرها الهامه الفكري، وعنوانها الاخلاص ونتائجها التطور والانجاز، قاد رحله كرويه بضرورة الوصول الى النجاح الخالي من التخبط والاخطاء الكارثيه و وزرع في نفوس المدربين واللاعبين العزيمة والاصرار والايمان ان البعد عن الفشل يكون بالاصرار وتصحيح المسار والتمسك بالامل والجديه بالعمل والمثابرة للوصول للهدف، وكان له بصمات واضحة في كل فئات منتخبنا الوطني
و في عام ٢٠١٢ وفي عاصمتنا الشامخة عمان توفي الجوهري وانتقل الى الرفيق الاعلى تاركا الدنيا الزائفة، وودعه الجميع من الاحباب والاصدقاء في عمان التي احبها واحب اهل الاردن الذين وبادلوه نفس المشاعر عرفانا ومحبة ووفاء مقتدين بجلالة القائد والرياضي والداعم الاول للرياضة ولكل المبدعين في جميع المجالات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه حيث انعم جلالته على الجوهري عقب انتهاء مسيرته التدريبية عام ٢٠٠٧ و كرمه بوسام العطاء المتميز تقديرا لجهوده حيث كان لتكريم جلالته الاكبر الاثر في نفس الجوهري الذي عبر عن مشاعر الامتنان والتقدير لجلالة القائد على لفته التكريم وحرص ودعم جلالته للرياضة والمنتخب واستذكر الجوهري في حينها كيف كان جلالته يزرع الامل والثقة بالنفس ويرفع المعنويات ويدعم كافة عناصر المنظومة لا بل لم يكتفِ جلالته بذلك و رغم عظيم انشغالاته وجل اعمالة فقد حرص جلالته على متابعة الفريق وحضور اللقاءات واحيانا التدريبات، ومثلما كان التكريم للجوهري في حياته تم تكريمه عند الرحيل فعندما توفي الجوهري رحمه الله واسكنه فسيح جناته اقيمت له جنازة عسكرية مهيبة، و شارك سمو الامير المحبوب علي بن الحسين بجنازته والصلاة عليه، حين تم نقل جثمانه الى ام الدنيا مصر الحبيبة
وللامانه فان سمو الامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد كانه له دور رئيسي ومحوري في انجازات الكرة الاردنية سواء من خلال اختياره للجوهري والايمان بقدراته واعطائه الصلاحيات او من خلال دعم سموه وتوفير مقومات النجاح لمنظومة الكرة الاردنية التي اثمرث بوصول منتخبنا الوطني الى المرتبه ٣٧ على العالم، ورغم تراجعنا الحالي لاسباب عديدة لكن ذلك لا يفقدنا حقنا فيما وصلنا اليه ولا ينتقص من النجاحات التي تحققت ولا يفقدنا الامل ان نعود الى افضل ما كنا ونتغلب كعادتنا على كل الصعوبات رغم ضيق الحال والامكانيات
وفي الختام وفي ذكرى رحيل الجوهري
نقول ما زالت الحياة مستمرة وقطارات الحياة لا تتوقف و العابرون المؤثرون قد لا يتكررون و الراحلون لا يعودون والابطال دائما يتخلدون في الذاكره لانهم قضوا مسيرتهم يظهرون بالمحافل وعند المحن واوطاننا العربية ولادة المتميزين والمخلصين.
والقادم أجمل باذن الله وما اجمل الامل وما احلى الذكريات .
والسلام ختام.
وان كان بالعمر بقية يكون لحديثنا بقية.