انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة

المعاقلة يكتب: الفساد بشقيه وأجتثاث الفاسدين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/05 الساعة 13:44
حجم الخط

بقلم المحامي محمد المعاقلة

قال الله تعالى في محكم التنزيل وهو اصدق القائلين: ( ولا تفسدوا في الارض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا ان رحمة الله قريب من المحسنين ) صدق الله العظيم

وفي موضع اخر قال عز وجل : ( وإذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفه قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لا تعلمون ) صدق الله العظيم

وقول النبي صل الله عليه وسلم مخاطبا صحابته رضوان الله عليهم وعموم المؤمنين والمسلمين على خلفية حادثة المرأه المخزوميه التي سرقت وأراد الصحابة ان يستشفعوا لها على حد من حدود الله لكي لا يقيم عليها رسول الله حد السرقه فقال: ( إنما اهلك الذين قبلكم إنهم كانوا إذا سرق منهم الشريف تركوه وإذا سرق منهم الضعيف أقاموا عليه الحد واني والذي نفسي بيده لو ان فاطمه بنت محمد سرقت لقطعت يدها )

ومن هنا نجد ان الله عز وجل منذ أزل خلق الارض وقبل ان يخلفها الانسان قد خلقها على طبيعتها الحسنه ودب فيها الحياة والطمأنينة والأمن والاستقرار والهدوء والتوازن والسلام والصلاح لا فساد فيها ولا خراب وهيأها باجمل صورها وأشكالها من منطلق علمه الأزلي ويعلم ما لا يعلمه ملائكته وكافة مخلوقاته الكونيه فأهبط عليها سيدنا آدم وحواء وعدوهما ابليس ليكونوا خلفاء في الارض لينعموا فيها ويستكموا مسيرة الاصلاح والأعمار وبث كل اشكال العدالة والقيم السمحه وقد خلق الله البشريه جمعاء وارسل الانبياء والرسل وكافة الكتب السماوية وختمها بسيدنا محمد صل الله عليه وسلم والقرآن الكريم وجميع هذه الديانات تحارب الفساد والمفسدين في الأرض

ومن هذا المنطلق نجد ان العداله السماويه تقتضي علينا وعلى كل ان انسان يدب على وجه هذه البسيطه بعض النظر عن عرقه ودينه ومعتقداته ان ينعم بالأمن والسلام والطمأنينة والهدوء والتعايش وينعم بكافة حقوقه الطبيعيه والإنسانية ويؤدي ما عليه من واجبات ومحاربة كل اشكال وانواع الفساد استكمالا لمسيرة الحياة وديمومتها الطبيعيه منذ نشأتها الى ان يرثها الله عز وجل

لذلك اصبح الفساد بشقيه المالي والاداري وما تفرع عنه في مختلف جوانب الحياة معول هدم وخنجرا في خاصرة الاوطان يحد من نشاطها وتقدمها وإزدهارها ورفعتها ويدفع بها الى الرجعية والتخلف والجهل والتبعيه وما تعافت منه وتقدمت وازدهرت الا الدول التي حاربته حقيقة وواقع ودفعت بالفاسدين في غياهب السجون واستعادت مقدرات أوطانهم وصادرت كافة اموال الفاسدين وأخضعتهم الى الحساب والعقاب وسنت القوانين والتشريعات لإجهاضه والحد من انتشاره ومحاسبة كل من تسول له نفسه العبث به والاقتراب منه والاقتراب من المال العام والعبث به وهنالك نماذج وأمثله كثيرة من الدول التي كانت جاده في محاربة الفساد والفاسدين ها هي شاهده وماثله للعيان وتقف في مصاف الدول المتقدمه تخلو من العجز والمديونيه وينعم مواطنيها برغد العيش والرفاهيه

اما في وطني الحبيب أردننا الغالي فان الفساد بشقيه المالي والاداري هذا السرطان ما زال ينخر في جسد الوطن ويحد من نشاطه وتقدمه ولو قيد انملة وما زلنا ننتظر محاربة الفساد والفاسدين حقيقة وواقعا وقد تعاقبت الحكومات ومصطلح الفساد ومحاربته يراوح مكانه يتصدر بيانها الوزاري ونتفاجأ بالمحسوبيات والواسطات والتنفيعات وزياده في الترهل الإداري في القطاعين العام والخاص وضياع للمال العام وزياده في العجز والمديونيه والاقتراض من صندوق النقد الدولي ولم تفعل القوانين والتشريعات والهيئات التي تحارب الفساد كما ينبغي ولكي لا يلقى اللوم فقط على الحكومات في التقصير في محاربة الفساد

والفاسدين اذ يتوجب على عشائرنا الاردنيه الأصيلة

التي نفتخر بنسيجها العشائري الذي يعتبر اللبنه الاولى في بنيان هذا الوطن وركيزه اساسية من ركائز واركان هذا النظام وثباته الوقوف لجانب هذا الوطن لمحاربة الفساد لكي نرتقي ونزدهر وننعم برغد العيش وتنجو السفينه وربانها من الغرق ان نقدم الفاسد لوجه العدالة ونخضعه للعقاب والحساب والمسؤوليه والسماح لاجهزتنا الرقابيه والامنيه تعقب ثروته والاستعلام عنها وعن مصدرها ومن اين له هذا الثراء والاموال ولا نمنحه الغطاء العشائري ليستقوي على النظام والقانون ويعيث في الارض الفساد ويهلك الحرث والنسل ويتجذر بفساده فان ثبت فساده فعشيرته من براء وان ثبت عكس ذلك فلا ضير في ذلك ولا إساءة اليه واطمئنا واثبت ان ثروته من كده يده وعرق جبينه وليكن قدوه لغيره مع الاخذ بعين الاعتبار وعدم السماح لإغتيال اي شخصية وطنية صاحبة أيادي بيضاء قدمت لهذا الوطن الكثير

حمى الله الملك حمى الله الأردن

مدار الساعة ـ نشر في 2020/07/05 الساعة 13:44