كتب راشد العساف
سنصبح على غدٍ افضل، كم مرة سمعنا هذا الشعار وكم مرة كرره الساسة والمرشحين للانتخابات وغيرهم، كان يمر الشعار مرور الكرام، لا بل نضحك منه كثيرا حين نراه على لوحة إعلانية ،لنقرأهُ مع ابتسامة صفراء ونعطي ظهرنا للصورة .
اليوم شعرنا بمعنى هذا الشعار، حتى وان كان من يطلقونه لا يفقهون منه شيء، ولكن سنصبح بإذن الله على غد افضل، حين تنتهي العزلة التي فرضها العدو علينا، وأجبرنا على البقاء في بيوتنا، وفي المستقبل لن نعطي ظهرنا لذلك الشعار أبدا مرة اخرى .
ستعود الحياة الى شوارعنا، حتى وان كان بائع الخردة او الخضار مصدر ازعاج بالنسبة لي، الا ان الشوارع اشتاقت لتلك الفوضى العارمة التي كانوا يسببونها، بعدما خلت شوارعنا من مظاهر الحياة وتحولت لمدينة اشباح.
ستعود الحياة يا عمان، وسننزل للبلد رغم انني قليل الذهاب الى هناك، ونقطع تذكرة بربع دينار للدخول الى المدرج الروماني، لالتقاط الصور هناك "show off" لوضعها على سناب شات.
وفي طريق عودتنا سنأكل من مطعم هاشم، ومن حبات الفلافل المحروقة، ونشرب شايه العلقم، بعد ذلك ننزل باتجاه حبيبه، لنتناول صحن كنافة ناعمة بدينار، ولا اعلم ما السر في طعمه، ولكن يقولوا انه مميز جدا وانا امشي على قاعدة "مع الخيل يا شقرا"، المهم "نحلي".
مساء سأذهب للقهوة مع أصدقائي، نتبادل أطراف الحديث تارة، وتارة أخرى تتلوها أخرى ونحن جالسين ممسكين هواتفنا، وبين الحين والآخر ننادي على حمادة ليبدل الفحم من على رأس الارجيلة.
ستعود الحياة ان شاء الله، وسبقى حالة الطوارئ التي مرت بها البلاد عالقة في ذاكرتنا طول الحياة، فقد سجل عدونا البيولوجي نفسه في تاريخ البشرية، وألزمنا بيوتنا، ولكن سننتصر عليه بإذن الله .
سنحدث ابنائنا بان جيشنا نزل الى المدن، ولكنه نزل لحمايتنا واحتضاننا ليحمينا من المرض، هم اصحاب الجباه السمر، كانوا يستخدمون اللاسلكي "الواسطة" لإبلاغ قادتهم بان الاردنيين بخير، اطمأنوا نحن موجودين .
سنخبر ابنائنا بان قواعد الحرب تغيرت، والجنود هذه المرة هم الاطباء والممرضين والصيادلة فكانوا خط الدفاع الاول في حربنا، واجهوا عدو لا نراه بضراوة، حتى لو كلفتهم حياتهم .
