بقلم ذوقان عبيدات
تحدثت أمس عن التقدير إلى وزارة التربية لسرعة تحركها في تغطية تعطيل المدارس ونقدت أداء المعلمين وكيف يتحدث المعلم على التلفاز طوال الوقت دون أن نرى وجهه، وكأنه يخاطب لوحاً أمامه، بينما نحن والطلبة خلفه!
قلت إن الوزارة تختار أفضل المعلمين لتقديم دروس عن بعد، فإذا كان هذا أداء أفضل المعلمين فما بالك بسائرهم!!
لامني الإعلامي الصديق حمدان الحاج على أنني لم أقدم بديلاً!
فما هو الأداء البديل!
المطلوب معلم يمارس ما يأتي:
١-معلم يعكس كل ما نشاهده على التلفاز:
يتحدث معنا، نرى لغة جسده، يسأل ويستمع، يعلمنا ويتعلم منا، فالتعلم ليس تلقيناً، وليس من طرف واحد!!
٢- معلم ينحاز إلى إنسانيتنا لا إلى مادته الدراسية،ويتعامل معنا كناس لا كمغرمين بمعرفة ما يقول!
٣-معلم يتحدث ثلث الوقت على الأكثر لا كل الوقت! فالطلبة والمستمعون يستحقون المشاركة!
ولذلك علينا أن نقيم التجربة منذ بدايتها ، ونقدم التغذية الراجعة المطلوبة،
لقد قلنا مراراً إن المعلم هو سقف الإصلاح، ولا قيمة لإصلاح يفوق قدرات المعلمين! وبالمناسبة المعلم الصفي الناجح قد لا يكون معلماً تلفزيونياً أو تقنياً ناجحاً!
قد يحتاج المعلمون العاملون عن بعد إلى تدريب كيفي مختلف!
وربما لم يقدم له أحد مثل هذا التدريب!
هناك مفاهيم ومهارات تدريسية
يحتاج إليها معلم التقنيات مثل وقت الانتظار، لحظة التعلم،
الربط والتكامل، التمايز،لحظات التأمل!
هذه بعض مهارات نحتاج لها جميعها!
التعليم عن بعد وإن كنا لجأنا له اضطراراً لكنه يجب أن يكون خيار المستقبل!
لوكنا نقدم تعليماً عن بعد ، فإننا لا شك لن نقدم دروساً محنطة أو من الديب فريزر! هل أولى من أن نقدم دروساً في الوعي الصحي والمسؤولية الوطنية!؟ في واجباتنا تجاه الكورونا والوطن؟
أليس التعليم مرناً ليستجيب لحاجات الوطن والمواطن؟
ضخمتم التوجيهي حتى صار من عوائق تعليم التفكير وعوائق تطوير التعليم!!
يحتاج طلابنا ومجتمعنا إلى تغيير الجداول وتقديم دروس عن الأحداث الحالية!!
