الكاتبة: ميادة الحوراني
2020..سنةٌ كبيسةٌ بامتياز..
ولعلّها من أكثر السّنين العجافِ سوءًا، وأشدّها ضراوةً وفتكًا بأحلام العالم، والبشريَّةِ جمعاء...
سنةٌ تبدو عادلةً للوهلةِ الأولى ...جاءتنا "بفيروس" لايفرِّقُ بين غنيٍّ وفقيرٍ، ولاسيّدٍ وعبد ...
هذا ظاهرُها ...ولأنّ مصائبَ قومٍ عند قومٍ فوائدُ ؛ سترى أن الفئاتِ الأقلَّ حظًا والفقراءَ والمعدمينَ هم الأكثر تأثُّرًا بما حدثَ و يحدثُ في العالم...
فهناك مثلًا أغنياءُ حربٍ، وأغنياءُ أوبئةٍ وصائدو فرصٍ، وانتهازيّون يملؤون فضاءات الأمل، ويحجبونَه، ويضيّقون سماءَ الأبرياءالّذين طحنتهم الحروبُ والأوبئةُ، وداستهم الظروفُ بأرجلها دون ذنبٍ لهم إلا أنّهم فقراءُ ضعفاءُ في لعبة الصِّراع من أجل البقاء. حتّى في الكوارثِ الطبيعيّة كان لهم نصيبُ الأسد..
إذن هم الطبقة المسحوقة على كافّةِ الأصعدةِ والمنحنيات ،هم من يدفعُ مجملَ الفاتورةِ،، ويبقى "البخشيش" يدفعه الأغنياء والأقوياء والسّادة..
الفقراءُ أولُ حصادِ السّنينَ العجافِ؛ لذلك تسحقهم لتوقف نسلهم ،،،،لكنّهم يتزايدون ويتكاثرون؛ ليدفعوا تكاليف الحياةِ الباهظة، ليسدّدوا فواتير السّادة...ليبقى هناكَ عبيدٌ كُثْرٌ وثيرانٌ بيض ،،وهناك سادة يتسيّدون الأرض ،ويعلون بها..
ينادون تلك الطبقة المسحوقة، يلوّحون لهم أنْ اقبلوا على الحياة،،يبيعونهم الوهم حلمًا؛ حتّى إذا وصلوا أعتابَها أوصدتْ دونهم الأبواب...
