بقلم: أوس حسين الرواشدة
ماذا حصل في آخر عشر سنوات في عالمنا العربي؟ ، وما التغيرات التي طرأت على الدول العربية، وكيف أثّر الربيع العربي على مفاهيم الحرية والديمقراطية لدى العرب؟ ، وهل نجح الربيع العربي بقلب الطاولة على الظلم والاستبداد؟
مضى عشر سنوات على حرق محمد بوعزيزي لنفسه واندلاع أولى الثورات العربية، ثورة تونس، ثم ما لبثت ولحقتها مصر بثورة ٢٥ يناير ، من بعدها ليبيا ، ثم اليمن ، ومن بعدها سوريا ، وآخرها كان في العراق ولبنان والجزائر، ناهيك عن اعتصامات سلمية اجتاحت اوطان العالم العربي كله تقريبا.
المطالب في جميع الثورات كانت واحدة ، بداية من المناداة بالإصلاح الاجتماعي وتحسين المعيشة والتخلص من المحسوبية ورفع التضييق الأمني وتطبيق الحريات بشكل فعّال ، وانتهاءً بالهتاف ضد النظام والمطالبة بإبطاله ، فتبدأ المقاومة الشعبية ضد رجال الأمن والنظام .
السيناريو واحد تقريبا في جميع البلدان العربية ، لكن بعد عشر سنوات ، ماذا حقق الربيع العربي ؟ ، من جهة النظام ، فقد سقط نظام الحكم في كل من تونس ومصر وليبيا والسودان ، وحصلت حروب أهلية في اليمن وسوريا ، ومن جهة مطالب الشعوب ، نجحت بعض الشعوب العربية بإرساء دستور جديد كمصر والمغرب ، وانتخاب رؤساء بشكل ديمقراطي كما في الجزائر .
لكن هذه النتائج لم تتحقق دون خسائر فادحة ، فعدد المشاركين في الثورات العربية أجمع ، قُرابة العشرين مليون ، قُتل منهم ما لا يقل عن الربع مليون ثائر ، واعتقل منهم ما يزيد على ٣١٦ ألف فرد ، وهُجّر ٤٠٠ ألف ونيّف خارج أوطانهم .
عشر سنوات والكثير من الخسائر البشرية ناهيك عن المادية ، والكثير من الدول العربية ، منها ما نجح بتحقيق مطالبه " الكُبرى" ومنها ما يزال يحاول ، لكن هل فعلا تحسّنت أوضاع الإنسان العربي في خلال هذه المُدة ؟ ، وهل آتت الثورات جميع أُكِلها ؟ ، فإسقاط النظام ووضع دستور جديد وغيرها من المطالب السياسية ، ما هي في الحقيقة إلا مجرد " شارع " ليعبره الإنسان العربي إلى مطالبه الإنسانية ، الحرية في التعبير وتحسين الحياة المادية ورفع الاستبداد ونشر العدل بين الجميع .