مدار الساعة - خاص - كتب المستشار السابق في وزارة الخارجية الدكتور أنور العتوم
تأتي زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للاردن يوم غد الاحد، الثالث والعشرين من شباط الجاري في وقت استثنائي ومناسب للغاية، يستدعي التحرك الحقيقي الجاد من دول عربية لمحاولة الخلاص مما حدث ويحدث في المنطقة من مآسٍ. فالاردن وقطر دولتان تواجهان تحديات كبيرة لا يستطيع اي منهما لوحدة مواجهتها .
الحصار الخليجي لدولة قطر الشقيقة، ومشروع ما يسمى بـ (صفقة القرن) هما تحديان كبيران للبلدين الشقيقين، يحتاجان الى التقارب والجلوس، رغم ما يسببانه من حساسيات لدى بعض الدول الخليجية، ناهيك عن الملفات الاخرى الساخنة التي اتسعت كثيرا دون ان تجد من يفتحها، منها الملف السوري واليمني والفلسطيني.
وواقع الحال فإن دولة قطر منفتحة على دول العالم ، خاصة العالم العربي، وتربطها علاقات طيبة مع اقطاب الصراع في الدول التي لديها ملفات ساخنة، مثال ذلك علاقاتها مع بعض اقطاب الصراع في سورية واليمن، ناهيك عن علاقاتها مع حركة حماس، التي يمكن ان توظفها لدفع الحركة لدعم الموقف الاردني تجاه ما يسمى بـ(صفقة القرن). لذا فإن الزيارة جاءت في وقت هام وحساس للغاية، ينتظر فيه الاردن من يساند موقفه الوطني والقومي من الصفقة التي لا تشكل خطرا على الاردن وحده، انما على دول المنطقة بأكملها...
وواقع الحال، فإن هذ الزيارة تدلل على عمق العلاقات الاردنية القطرية، وتفهم قيادتي البلدين الى خطورة ما يجري في المنطقة، وضرورة الجلوس على مائدة واحدة وتجاوز الحساسيات المترتبة على التقارب بينهما، لأن ما يحدث هو أهم واكبر ويستدعي التحرك الحقيقي والجاد، لمواجهة التحديات. ولعل هذه الزيارة تدلل أيضاً على تفهم القيادة القطرية للضغوطات التي يواجهها الاردن والتي تحد من تحركاته وتعطيه كامل الحرية في الحركة وفي اختيار الوقوف مع الصديق الاقرب في المنطقة.
وبالتالي، فإن زيارة الشيخ تميم للاردن تعتبر استثنائية فعلاً، وجريئة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، مع انها ليست بغريبة عن المواقف القومية لدولة قطر الشقيقة، والتي دعمت وتدعم من خلالها القضايا العادلة في المنطقة. ولا شك فإنها ستكون مثمرة وتعود بالفائدة على البلدين الشقيقين وعلى قضايا المنطقة.