مدار الساعة - بقلم: ابراهيم الزعبي
ما أن تحط الطائرة الأميرية - طائرة تميم المجد - على ارض عمان قاطعة الفاً وستمائة وتسعين كيلومترا ، وهي مسافة الشوق والحب التي تجمع الشعبين الشقيقين، تكون صفحة من التآخي وتكريس التواصل العربي قد بدأت فصولها بين الاردن وقطر.
ما يجمع عمان والدوحة ليس مصالح آنية فقط، بل هي وحدة الدم والهدف والمصير المشترك، ونحن في الاردن تربطنا بالاشقاء القطريين روابط عشائرية وقبلية ممتدة الى الآف السنين، وما يجمع الهاشميين وآل ثاني - والقبيلتين من سادة العرب - علاقات محبة توارثها الخلف عن السلف ، حاملين من الأمانة ثقلها الى أن تقوم الساعة .
الأردن لم يكن يوما الا رمحا مشرعا دفاعا عن أمته، ولم يكن يوما الا "محضر خير" في لم الشمل العربي، وسياسة الرقص على الحبال لم تكن يوما من أدبيات السياسة الأردنية، ونحن بالاردن طبعنا الوفاء اذا عاهدنا ، وتهون أرواحنا دفاعا عن ثرى امتنا العربية .
الأردن كما هي قطر.. ما زالا يدفعان ضريبة ثباتهما في مواجهة ما يحاك للأمة من مخططات تستهدف وجودها ، وما زالا نصيرين للقضية الفلسطينية والحق العربي.
عبدالله الثاني وتميم المجد.. هما على قلب رجل واحد من حرص على توجيه العلاقات لما فيه خير الأمة ، والزعيمان يملكان رؤية ثاقبة في فهم ما تتطلبة المرحلة من عمل عربي مشترك لبناء منظومة عربية للعلاقات المتوازنة الايجابية.
تشابه الرؤى بين عمان والدوحة، وتقارب المشهد السياسي يجعل البلدين الاقرب الى التحرك ضمن فضائي سياسي واحد لرسم استراتيجية عربية تستشرف تحديات المرحلة للوصول الى موقف عربي موحد .
نحن في الأردن كنا وما زلنا نتطلع لعلاقات متجذرة مع الشقيقة قطر، كما هي علاقاتنا بجميع الأشقاء في الخليج، وسعينا الدؤوب في رأب الصدع وتقديم مصلحة الأمة على أي مصالح ثنائية لا تخدم الأمة جمعاء.
مرحبا بالضيف الكبير.. تميم المجد في ضيافة أبي الحسين... ضيفا عزيزا مكرما بين أهله على ثرى الأردن الذي لم يكن يوما الا فداء لأمته ومدافعا عنها.
Ibrahim.z1965@gmail.com