لقد أثلجت الصدور تلك الجموع الغفيرة والمباركة من الشعب الأردني الأبي بجميع أطيافه، واقفاً وحاملا العلم الاردني الغالي والعلم الفلسطيني جنبا إلى جنب، هاتفا بصوته مجلجلا الآفاق، لا لصفقة القرن لا لصفقة الخزي والعار، متقدما جميع الشعوب العربية والإسلامية، لأنه يعرف أن الأردن وفلسطين جسدين بروح واحدة أمام كل التحديات، متوحدان على هدف وغاية سامية.
فالاردن اياديها بيضاء على المقدسات الإسلامية والمسيحية، فهي راعية وحامية لتلك المقدسات، تقف دوماً سدا منيعا في وجه أي محاولة إسرائيلية من شأنها للسيطرة عليها وفرض أمر واقع، وذلك بنزع الوصاية الأردنية الهاشمية متذرعة بتبريرات واهية.
إن القوة التي تدفع الشعب الأردني للخروج ، هو دافع نابع من عمق المسؤولية التي يشعر بها الأردن تجاه فلسطين وشعبها ومن عمق عروبته وعقيدته المتينة، ومن صلب المواقف الأصيلة له في الذود عن حياض العروبة والاسلام، فمهما تكن المؤامرات والدسائس، لن تجدي نفعا مع إصرار الشعب الفلسطيني على حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف العربية الموحدة، مستندة في ذلك إلى قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية، وإلى دعم وتأييد من الشعوب العربية وعلى رأسها الشعب الأردني الوفي الشجاع، والذي ما انفك طيلة عقود طويلة يدافع عن الحق الفلسطيني العربي الأصيل، ولم يتزحزح عن تلك المطالبات ولو قيد أنملة واحدة.
ومن هنا ننحني إجلالا واكبارا أمام الشعب الأردني الغيور على دينه ووطنه وأمته، بمواقف لن ينساها له التاريخ، وستكتب بأحرف من نور، وليقولها وبصوت واحد " لا لكذبة القرن...نعم القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين"