أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الخطاب القرآني وعلماء الفضائيات

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

يُعّرِف الدكتورمحمد عابد الجابري في كتابه (الخطاب العربي المعاصر) الخطاب (Discourse ) باعتباره مقول الكاتب أو أقاويله كما يقول الفلاسفة العرب القدماء : بأنه بناء من الافكار يحمل وجهة نظر معينة مصوغة في بناء استدلالي أي بشكل مقدمات ونتائج، وله أشكال وأنواع مختلفة منها الخطاب الديني والسياسي والاجتماعي والإعلامي والأدبي والتربوي والاقتصادي وغيرها.

والخطاب سواء أكان دينيا أو سياسيا او غير ذلك يتكون من أربعة عناصرهي مرسل ورسالة ومستقبل( مرسل اليه ) وواسطة تنقل الرسالة من المرسل الى المرسل اليه. والخطاب القرآني لايشذ عن هذه القاعدة فهو رسالة تتكون من اربعة عناصر أولها المرسل (الله سبحانه وتعالى) والرسالة وهو (القرآن الكريم ) والمرسل اليه (الرسول عليه السلام ) والواسطة (جيريل ) التي حملت الرسالة وسلمتها للمرسل اليه أي للنبي لينقلها ويبلغها بدوره الى الناس كافة بمختلف اجناسهم ومعتقداتهم وثقافاتهم.

ومادام القرآن الكريم كخطاب أو كرسالة موجهة الى العرب اولا بلغتهم التي تتميز بالفصاحة والبيان فقد جعله الله تعالى معجزة للرسول (ص) تتحداهم ــ وهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان ــ بان يأتوا ولو بآية مثله ولكنهم عجزوا عن ذلك. وبما ان القرآن الكربم معجزة للرسول الكريم والرسول ليس مبعوثا للعرب وحدهم وإنما للناس أجمعين، فربما يقول البعض اذا كان القرآن معجزا للعرب لأنه نزل بلغتهم فكيف يكون القرآن معجزا للأمم التي لا تتقن العربية ولا تعرف اسرار بلاغتها وفصاحتها ؟ وردا على هذا السؤال قال علماء الكلام المسلمون مادام أهل اللغة التي نزل بها القرآن الكريم عجزوا رغم فصاحتهم وبلاغتهم عن معارضته فذلك اكبر برهان على انه كتاب معجز لهم ولغيرهم من الامم الاخرى.

مدار الساعة ـ