مدار الساعة - كتبت _ نور الدويري
شهور قصيرة تقصدت الهاء الشارع الاردني على اسر هبة اللبدي, فلماذا؟ هل هبة اسيرتنا الوحيدة في سجون الاحتلال مثلا؟ ولماذا يتسلل يهودي إلينا ؟ ايعقل ان هناك اطرافا خارجية تمارس ضغطا على إسرائيل؟ اين اخفقت الحكومة في مفاوضاتها، او من حدد للحكومة سقفا تتحدث فيه؟ وهل تم مناقشة مسألة تهديد قيادات اسرائيل المستمرة لنا باستعادة اراضي الباقورة والغمر؟ وعن اي اتفاقية سلام تحدث الاعلام انها لن تهتز ؟
نالت دوامة من الاسئلة وغرابة في الموقف نالت من عمق الموقف وجوهره ، سابتعد في هذا المقال عن تحليل انتماءات هبة وساكتفي بتحليل الشارع الاردني ونشطائه مثل تساؤلات ايمان العكور المشروعة .
دعونا نرى الامور بطريقة موضوعية :
تصدر قضية هبة اللبدي بالاعلام يعني ان هناك دعما مباشرا وغير مباشر لتجييش الاعلام لرفع ضغط الشارع للمطالبة بانقاذها اسوة بمرعي، وساعتبر تصدر بضعة حركات وأحزاب المشهد يميل للشعبويات فقط وفرصة للحديث عن قضيتنا الاولى فلسطين بشكل أكبر ، وان علموا بالباطن بغير ذلك فاحزابنا أضعف من البوح بها .
تستشعر للوهلة الاولى تقصيرا من الخارجية كمرحلة اولى ، وفي الحقيقة لا اراه تقصيرا ابدا بل كان قيادة تستعمل "البريك" بشكل كبير خاصة في المراحل الاولى، فلم تقصر الحكومة الاردنية بل وجهت القنصل والخارجية لبدء مفاوضات كثيرة احاول تخيل بعضها ، لكن سيناريو هز اتفاقية السلام صعب علي ان افهمه فكلمة السلام بالنسبة لاسرائيل تثير ضحكهم علينا وتثير شفقتنا على انفسنا .
جلالة الملك كان يسعى بقوة لاخراجهما ولن استبعد اجرائه عشرات المكالمات الخارجية لممارسة ضغط على اسرائيل .
لكن ثمة قوى دفع لم يعلن عنها دفعت بالموقف السياسي الحرج للاردن وقف خلف هبة ولا استبعد ان تسلل اليهودي لم يكن صدفة بل كان مدفوع الاجر السياسي حتى توجد اسرائيل عذرا امام مواطنيها يكفي لاطلاق سراح اسيرة الغموض هبة اللبدي ، الاعتقال او الاسر في الكيان الصهيوني يبنى على ممارسة عمل استخبارتي ومخابراتي قوي ولا بد ان هبة لم تعتقل صدفه لمنشورات فيسبوكية تتكرر منذ فترة كافية وان انتماءها بالباطن والعلن لغير الاردن والعروبة كان وراءه ، واخفاء حقيقة الاعتقال خلفه الف سؤال استفهامي والف اخرى استنكارية من طرفنا بحقيقة سياسية نحاول اخفاءها بالرضا عن أنفسنا لنكتفي بفرحة الحماس والغضب للوقوف احتجاجا مطالبين باخراج هبة اللبدي فلم نشأ ان نفقد احساسنا الوطني والعربي .
لماذا خشيت حكومتنا المطالبة باسرانا مقابل اسيرهم؟ الم نفعلها سابقا مما نخشى؟ ولماذا لم نتجرأ للخروج بمؤتمر صحفي يناقش قضية اللبدي بشكل رسمي وترك الامر لكلمات فائضة بالحب لفلسطين تلقيها الاحزاب ويتغنى بها النشطاء؟
لماذا لم تستغل الحكومة الموقف جيدا ، لاثارة الشارع الاردني والاعلام والضغط على قضية اراضي الغمر والباقورة لضمان استردادها؟ والخروج بكلمة جهورية من وزير الخارجية يقف فيها بتوازن على حد السيف فيصب غضبا منمقا على اسرائيل ويشير صراحة لاراضينا واتفاقية الاكراه (الغاز) واسرانا؟ لماذا نخشى مجاهرتهم دوما؟ رغم اننا كنا للمرة الأولى بموقف قوي.
لن اكتب عما اظنه طرفا ثالثا في معادلة هبة الصعبة اليوم والسهلة غدا ، لكنها تثير في نفسي عتبا على حكومتي كيف انها لم تستغل الاطراف الاخرى لابتزازهم او استفزازهم او مفاوضتهم مقابل حقوقنا التي كان يمكن ان تطال اتفافية الغاز لو ادير الملف بطريقة مختلفة ، كم كنت اتمنى لو انني اركض الان في ردهات وزارة الخارجية لارد غلى تلك المكالمة وثورة حقوق وطني هي تلاوتي التي العب معهم لعبتهم القذرة .
سابقى هنا انتظر فهم ما حدث ، لكنني ساقف لكل من سيشكك في موقف الاردن والملك ازاء قضية فلسطين او اتهامات تقصيرهم بملف هبة ومرعي ، واردنيتي فقط من تمنحني حقا في عتابهم .
اخيرا الحمدلله على السلامة هبة. اتمنى يا هبة ان يخبروك عن موقفنا الشعبي والرسمي تجاهك وتجاه مرعي وحرقة دمنا عليك يا حرة.
والله ولي التوفيق ولاجل الوطن القصد والمقصود