هذا الشعور الذي أعقب مفاجأة من الصديقة التي جمعتنا الجامعة الاردنية، قبل عقدين من الزمان، موجهة لي دعوة لزيارة بيروت، وبتعليق لطيف تُشكر عليه، أخذنا الحديث فيه حول ما يجري في هذا البلد الشقيق الذي يواصل شعبه انتفاضته مطالباً حقوقه ومحاربة الفساد ورحيل الطبقة السياسية الحاكمة.
لا ادري لماذا وجهت هذه اللبنانية – الاردنية الأصل - الدعوة بهذا الوقت، ولربما ان الحريق الذي أتى على لبنان من جنوبه الى شماله، واشتعال هتافات "الشعب العنيد" على امتداد الوطن، يدعوان كل انسان للوقوف على هذه الأرض لمشاركة اللبنانيين شعورهم وليتعلم منهم كيف تكون الحياة حاضرة رغم ازمات الموت التي تعصف بهم.
تقول ابو صالح " لولا نعمة ربنا، والشوف الله حاميها، والدني بكيت شتا وطفّت نيران الصهاينة" .. دون أن تكمل العبارة.
الا ان نانسي ابو صالح تعود للبوح من جديد " قالوا اجمل فصول السنة، فصل الدين عن الدولة".
كلام كثير نثرته بحرقة " الله يستر من أي مفاجأة" و" بس يا خيّي التعدد الطائفي صعب جداً" و"هيدا البلد رِبي ع تعدد المذاهب والطوائف والديانات".
وتسترجع ابو صالح ذكريات الساسة القدماء بـ "فيديو" يحمل صوت الزعيم اللبناني الراحل كمال جنبلاط في خطاب يقول فيه "ايها الأخوة والاصدقاء، من هذه المواجهة، مواجهة لبنان الغد الحقيقي، الذي سأبنيه بمتابعة النضال حتى الغاء الطائفية السياسية واحلال العلمنة الكاملة للدولة".
وتنقل عنه" اذا خيّر احدكم بين حزبه وضميره فعليه ان يترك حزبه ويتبع ضميره لأن الانسان يستطيع ان يعيش بلا حزب لكنه لا يستطيع ان يحيا بلا ضمير".
بدوري، وفي هذه المناسبة، فإنني اخاطب الصديقة العزيزة حيث أستذكرعبارة لصحافي لبناني كتبها عندما كانت الحرائق الطائفية والأهلية التي زرعها اعداء لبنان تلتهم كل بيت لبناني، يقول " لم يبق من لبنان الا الإسم والعَلَم"، ولكن اليوم ينزل الشعب موّحَداً يحملون علماً واحداً، وفي هذا أمل لمستقبل مشرق، بعون الله.
مع شكري وتقديري لك على هذه الدعوة الكريمة، والتي سأعمل على تلبيتها في مقبل الأيام، إن شاء المولى.