الكرامة.. بداية معركة لم تنتهِ بعد

كما هي بدر كانت الكرامة وكما انتصر من لا عدة ولا عتاد لديه في بدر انتصر جند الكرامة وكما كان نصر الله للمؤمنين في بدر كانت بركات السماء تنزل على ارض الكرامة حيث الرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .

لن اخوض في مجريات المعركة ولن اتحدث عن العمليات العسكرية التي جرت على ارضها واترك ذلك لمن كان له شرف المشاركة فيها ونال اجرها بأذن الله لكنني اتحدث عن مفهوم الكرامة ودورها في احياء الافراد والامم .

لقد شعر الجندي الاردني العائد للتو من معركة فرضت عليه فجأة وانسحب منها فجأة بأن كرامته قد انتهكت وانه لم يعطى الفرصة الكافية للثأر من العدو فكان امر الله واختار الكرامة المكان لاستعادة الكرامة والرد على الجبنأء ومن ورائهم قوى الشر العالمية التي تأمرت ولا تزال تتأمر هي ومن يساندها من اعداء الداخل للنيل من شرف وكرامة الامة.

يقول الكاتب الصهيوني افيتار بن تسيدف في مقالة له في مدونته الالكترونية غلوبال ريبورت جهنم في الكرامة معترفا باول هزيمة عسكرية يتذوقها الصهاينة منذ احتلالهم لفلسطين في عام 1948 ، ويضيف ان الهزيمة في الكرامة الحقت باسرائيل ضررا استراتيجيا خطيرا وبثت الامل في الروح العربية بأن بامكان العرب مواجهة الترسانة العسكرية الصهيونية ودفعها الى الاستسلام بل انه ذهب الى ابعد من ذلك فقال ان معركة الكرامة قد مهدت الطريق امام اندحار اسرائيل في حرب
الاستنزاف وهو ما نتج عنه بعد ذلك هزيمة الجيش الصهيوني في حرب 1973 وحرب لبنان.


منذ هزيمته في الكرامة لم يسجل جيش العدو الصهيوني اي نصر عسكري ولن يتحقق له نصر ما دام في الامة من يذود عن كرامتها .

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما .

لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) . صدق اللله العظيم.