بقلم: يوسف عمر العبادي (أبو شجاع)
يعتريني الخجل في كل صلاة جمعة أمام أبنائي ونحن نستمع إلى الخطيب وهو يقرأ خطبتهِ من ورقه مطبوعة مسبقاً توزع عليهم مسبقاً من وزارة الأوقاف!
أقول إني أشعر بالخجل والحزن والإحراج عندما يبدأ ذلك الرجل بالقراءة والتأتأة والوقوع بالأخطاء اللغوية التي يخجل من الوقوع بها أصغر طالب علم في أقل المعاهد شأنا! وكيف لا وأنا أحاول ليلاً ونهاراً أن أعلم أبنائي أن العرب أكثر الناس فصاحةً وأن صلاة الجمعة هي عيدٌ للمسلمين وأن موضوع الخطبة يجب أن يكونَ درساً فريداً نتعلم منهُ كلَ ما هو جديدٌ ونافعٌ نجابهُ بهِ كل أمورِ حياتنا اليومية. وإذ بنا نفاجأ كلَ جمعةٍ بخطبةٍ ركيكة لا ترقى بأن تكون "سواليف حصيدة"! حتى الدعاء أصبح يُقرأ عن ورقة وبذات الأخطاء أللغوية المقيتة!
لا أعلم أين ذهب الخطباء المفوهون؟ أين أولئك الأئمةُ ألذين كنا ننتظر يوم الجمعة لكي نسمعَ منهم ونتعلمَ أمور ديننا ودنيانا؟ أوصل بنا الأمر إلى هذا الحال حتى أن أغلب المصلين يغلبهم النعاس أثناء الخطبة وأكثرهم إذا سألتهم عن ماذا كان يتحدث الخطيب لا يستطيع الإجابة! أعلمُ جيداً أن مشروع " تخنيث القيادات" وتحييد القادة بل ومحاربتهم أينما ثُقِفوا قد بدأ يؤتي أُكله في كُلِ مفاصلُ الدولة سواءً على المستوى العام أو الخاص، ولكننا هنا نتكلم عن دين ومنهج حياةٍ توَعد الله جل وعلا بحفظهِ فبئسَ ما تصنعه أيديكم !
أللهم إني أبرأ إليك مما يصنعون.