أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مناسبات جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

العقل الاصلاحي سلوك وفعل وانجاز!

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

نظرية الاصلاح التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة باعتباره اصبح اشكالاً معرفياً تتقاطعه مرجعيات سياسية واقتصادية، ومفاهيم وقواعد تحتاج الى محركات منهجية لفعل الاصلاح الحقيقي الذي ينسجم وواقع البيئة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مع معطيات وسياق المجتمعات المحلية ، حيث لمسنا على مدار هذه السنوات لتلك الحكومات تنظير اصلاحي ولم تنجح المشاريع الاصلاحية لاحداث التغيير المأمول.
اي اننا كنا بحاجة الى تفكيك العقل الاصلاحي لمسؤولي تلك الحكومات واعادة تركيبه ليتناسب مع الواقع الاجتماعي والاقتصادي، والاستغناء عن المنقول الفكري الغربي، وفق مكونات الرؤية الاصلاحية الشاملة والانجازات التنموية، في مواجهة فاعلية الفساد المعنوي والمادي والاداري بكل عوامله واسبابه، ومحاصرة ذرائعه المميتة ، كل ذلك من اجل التجديد والتغيير في بناء البنية التطورية الحضارية وللتخلص من الجمود الفكري.
فالعقل الاصلاحي سلوك وفعل وانجاز، وعمل جماعي وتأسيس للعقلانية بالتعامل مع كافة الاطياف المجتمعية، وعدم اتباع الانتقائية والمحسوبية في اختيار القيادات المسؤولة كونها كابحة للاصلاح والتطور، فلقد لمسنا عقول مأطرة بالصدامات التي لا منفعة منها لعدم العلمية او الخبرة التي تحاكي الواقع بحقيقته.
فهناك فرق بين العقل الفاعل والعقل الساكن، وهل سنبقى في قاعة الانتظار متمسكين بالتقليد المتكرر بالانتقاء، واصبحنا بمجد الجهلاء ونكسر الحكمة لصالح الخرافة ، والعقلانية لصالح الجهلانية، ليذبل التطور وينضج التعصب، واليأس اصبح يتغلغل في النفوس الى حد النفور في التفكير لحل الازمات، مثل المريض الذي لا علاج له.
فلا بد من مشاريع اصلاحية لوقف انهيار التوازنات الاجتماعية وانحلال روابط التضامن الداخلي، وذبول القيم والمبادئ والاخلاق، وجنوح السياسيين نحو سياسات الانكفاء على الذات وغيرها نحو خدمة المصالح الآنية، اي زوال المصلحة العامة وصعود المصلحة الخاصة الى مقدمة المسرح، فهناك من يسعى الى افشال العملية الاصلاحية عن قصد، ومنهم موجهون يسعون لفقدان الامن والاستقرار والطمأنينة بطروحاتهم، والتخلي عن اي موقف ايجابي اتجاه الواقع المرير الذي يحتاج لتكاتف وطني.
فهناك من خلد الى المواقف السلبية، وغابت الفاعلية الباعثة للامل والحاثة على العمل والعطاء والانتاج، فعلينا ان نصحو شيباً وشباباً لمواجهة ضيق الافق والحيرة واليأس وانسداد سبل الانفراج، والقنوط عن التغيير بالفكر والعقل الاصلاحي، لوقف التدهور بالمناخ الوطني الفكري الى المناظرة العقلية الوطنية ، في مراجعة شاملة نقدية للمشاريع الاصلاحية لمنعها من الاخفاق وتعزيز الولاء والانتماء.

hashemmajali_56@yahoo.com

مدار الساعة ـ