نفذت اسرائيل تهديدها بضرب مفاصل عسكرية إيرانية ، وخاصة ما يتعلق في منظومة الصواريخ البالستية وأنظمة الدفاع الجوي وصناعة الصواريخ .
وبهذه الضربة التي شاركت فيها طائرات اسرائيلية متطورة اثبتت قدرة الذراع الطويل الاسرائيلي على الوصول إلى أبعد الأهداف العسكرية بالمنطقة .
ورغم أن إيران حاولت التقليل من أهمية الهجوم وأن الضربات تصدت لها أنظمة الدفاع الجوي ، إلا أن صور الأقمار الصناعية كشفت الأضرار التي تعرضت لها إيران بشكل مباشر .
وفي إطار هذا الصراع الدائر بالمنطقة ، كشفت اسرائيل عن خططها وطموحها السياسية والعسكرية ، في محاولة بسط نفوذها على الشرق الأوسط بقوة السلاح ، وقطع يد التمدد الإيراني و اذرعها العسكرية .
وبخصوص ساحات الحرب فقد تراجعت قدراتها العسكرية في غزة واليمن وحتى حزب الله لم يستطيع تنفيذ تهديداته التي أوهم الجمهور العربي بقدرته على إلحاق خسائر جسيمة في اسرائيل .
ويعلل اسباب ذلك ، غياب قيادات حزب الله من الصف الاول والثاني ، وقوة حجم النيران الاسرائيلية على الجنوب والضاحية الجنوبية في بيروت .
وعلى ضوء هذه التطورات ، اتخذت الحرب شكلا اخر غير المعلن عنها سابقا وهي سحق حماس ، لتتحول الى صراع ايراني اسرائيلي على زعامة الشرق الأوسط وهذا ما يفسره الرد الاسرائيلي على إيران لجرها إلى سياسة الحروب المضادة .
ليتسنى إلى اسرائيل توجيه ضربة كما تصفها استراتيجية تشمل البرنامج النووي ومحطات توليد الطاقة ومصافي تكرير النفط وأهداف حيوية تعيد إيران إلى عشرين سنه للوراء .
ومن جانبها ، أعلنت إيران عن الوعد الصادق ٣ وعلى أعلى المستويات القيادية في إيران ، لكن الرد الايراني هذه المره مختلف وعبر عنه بأن يكون بصورة ذكية ، كما أنه مرتبط في نتائج الانتخابات الأمريكية وما سوف تفرزه ، وخاصة إذا وصل ترامب إلى البيت الأبيض .
في جميع الأحوال المشهد السياسي والحربي انتقل الى مرحله جديدة بعد أضعاف حماس إلى ادني مستوى ، وفي تقديرنا أن الحرب لن تتوقف عند أبواب بيروت وما بعد الانتخابات الأمريكية المشهد العسكري يرجح أن يختلف ، خاصة أن السياسة الأمريكية القادمة تنظر إلى خصمها الصيني بعين الريبة والشك ، وتحتاج إلى شريك قوي يملئ فراغها في الشرق الأوسط .
اما نحن بالاردن ، فكانت مواقفنا الإنسانية والسياسية عالية المستوى ومتقدمة على دول اخرى ، وكان الاردن سباق في ملء الفراغ الانساني والسياسي ولعب دورا مفصليا في فرض سيادته الوطنية على الحدود والأجواء ولم يسمح أن تتحول بلادنا طرفا في الصراع .
وهي خطوة إيجابية تصب في مصلحة الاردن وأمنه الوطني .
كما أن تماسك جبهتنا الداخلية بقوة حول قيادتنا الهاشمية ساهم في قدرة الاردن على اتخاذ مواقف حازمة وحاسمة من طبيعة الحرب بالمنطقة ، إضافة إلى ذلك ندعم مواقف بلادنا في المحافظة على دوره السياسي الصلب وأن يستعد لمواجهة أية مستجدات وتطورات قد تشهدها المنطقة بعد الانتخابات الأمريكية ، ونتائج الحرب الاسرائيلية على أذرع إيران بالمنطقة بحيث يكون للأردن دورا محوريا في مستقبل المنطقة .