تفاصيل سيرة حياة كل إنسان وما سيحدث معه في الحياة الدنيا والأخرة من كل شيء مكتوبة له منذ الأزل من قبل رب العالمين من قبل الخلق وهو في عالم الذر ( مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ، لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (الحديد: 22 و 23)). يتولى كل مسؤول المسؤولية التي توكل إليه بموجب كتاب يحدد له مسؤولياته لبدئها وكذلك تنزع المسؤوليه منه بموجب كتاب وبالتاريخ المحدد ( قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (آل عمران: 26)). ولكن على كل مسؤول ان لا يخضع لأهواء نفسه ويتبع خطوات الشيطان وإغواءاته خلال فترة توليه المسؤولية لأن الشيطان لا يريد الخير لبني سيدنا آدم عليه السلام أجمعين ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (البقرة: 208))، الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة: 268)). فعلى كل مسؤول أن يتعظ بما حدث مع غيره ممن تولوا المسؤولية من قبله وإتبعوا خطوات وأهواء الشيطان، فالسعيد من إتعظ بغيرة والشقي من إتعظ أو إعتبر بنفسه.
من أجمل ما يمكن أن يتولى الإنسان أي مسؤولية عن كفاءة وإقتدار ويخدم خلال توليه المسؤولية بكل أمانة وصدق وولاء وإنتماء ووفاء للمسؤول الأعلى منه فكيف وإذا كان المسؤول هو جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم. ويخدم أيضا كل من هو مسؤول عنهم في مؤسسته من موظفين بكل إخلاص ودعم ومساعدة وليس بأوامر وصوت عال وإحباط.
ومن الأجمل من ذلك أن ينهي أي مسؤول فترة مسؤوليته وعلاقاته مع مسؤوله الأعلى منه ومع جميع المسؤول عنهم من موظفين ومواطنين بكل محبة وود. وليس عكس ذلك لأن المسؤول سوف يلتقي يوما ما مع كثير ممن ذكرنا في المستقبل في مناسبات عديدة أو في الشارع أو في سوق معين... إلخ، فاللقاء عندما يكون عن محبة وإحترام وتقدير كبيرين يكون حميما ومثمرا وإلا فلا. فعلى كل مسؤول أن يعي أن كرسي المسؤولية الذي جلس عليه خلال فترة توليه المسؤولية جلس عليه قبله الكثيرين. وكما قيل لو دامت لغيرك ما آلت إليك.
فنسأل الله أن يكون كل من يتولى أي مسؤوليه في أردننا العزيز ممن يخافون الله وممن يؤدون واجبهم نحو كل من هم مسؤولين منهم أو عليهم وفق أوامر الله ونواهيه. حتى ننهض في الوطن العزيز في جميع الميادين والمجالات ليستمر أردننا العزيز في التقدم والإزدهار ونفخر به بين الأمم. ونحن على يقين كما قال أجدادنا وآبائنا قديماً وما زلنا نقول هذا الكلام: موظف الحكومة بتوقيع ورقة يعين أو يقال أو يعفى من مسؤوليته.