هل التقاعد أزمة؟ وهل يجب أن يخضع المتقاعد إلى جلسات أو محاضرات توعوية حول كيفية التعامل مع التقاعد..
ان حجم التغير المتوقع على حياة المتقاعد كبير، فبعد أن كانت أوقاته مكرسة للعمل، صحوا وذهابا وايابا تلاشت هذه المساحة، وأصبح بشكل مفاجئ يملك مساحة كبيرة من الفراغ والوقت ، وبالتأكيد هذا التحول كبير ويحتاج إلى برمجة واعية وإعداد نفسي مناسب ، يبدأ المتقاعد بالاستسلام إلى مشاعر سلبية تدور حول الضعف واللاجدوى ، والشعور بالخذلان من المجتمع الذي ظل يقدم له ويخدمه طوال سنوات الخدمة ، ثم وجد نفسه على هامش يكاد يكون مهمل ، البعض يجد في هذا الأمر أزمة وصدمة كبيرة مما يدخله في حسابات ومسارات من التيه والضياع، والبعض الاخر أكثر حكمة يجد في الأمر مساحة للاسترخاء وجني ثمار التعب الطويل.
من الضروري والمفيد جدا ان يعد الموظف نفسه لهذه اللحظة وان يكون على يقين أن الحياة ستستمر، وعليه أن يكون أكثر حصافة ومرونة وان يتقبل الأمر بكل رحابة صدر وبساطة، وعليه أيضا أن يضع البرامج المناسبة ويكون ذلك من البداية أو على الأقل قبل سنوات من بلوغ هذه النقطة ، لدينا نحن العرب آلية مضحكة في التعامل مع هذا الامر تتلخص بكلمة واحدة هي "الارتجال " وللأسف ليس فقط في هذا الشأن بل في كل شؤون حياتنا نحن نسير وفق قانون الارتجال ، فلا خطط ولا برامج ولا تفاصيل أعمق وأبعد، فيجد المرء نفسه بشكل مفاجئ أمام تحولات مصيرية تشكل ازمات وينتج عنها ما لا يحمد عقباه ، ترى من اعد العدة لمثل هذه اللحظات ووضع برنامجا وخطة محكمة ، ربما القليل..