تفاجأ الكثيرون من سرعة سقوط بعض الأنظمة السياسية العربية خلال احداث الربيع العربي التي يبدو انها مازالت مستمرة حتى الآن بعد أن ظن الجميع انها قد هدأت او تم تجاوزها.
ولكن المعايش لتلك الأنظمة ونهجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي لا يرى في ذلك عجبا لأن تلك الأنظمة سقطت أولا في نفوس المواطنين لكونها هرمت وشاخت وفقدت مبرر وجودها وأنتهت صلاحيتها (Expire ( نظرا لتكلسها وتخلّفها وتجبّرها واستبدادها وتغلغل الفساد وشيوعه في جميع مفاصل مؤسساتها ،ولذلك لم تجد من المواطنين من يهب لمساعدتها او الدفاع عنها وأنما على العكس من ذلك فقد نزلت جموع المواطنين بكافة أطيافها الى الميادين والساحات العامة مرددة شعار" أرحل ..أرحل " وفعلا رحل نتيجة للضغط الشعبي مجموعة من هؤلاء القادة وهذا ماشاهدناه في بدايات انطلاقة موجات الربيع العربي وما نشهده هذه الأيام في الجزائر والسودان.
ان رحيل أولئك الزعماء الذين أمضوا عشرات السنين في سدة الحكم دون أن يحققوا لشعوبهم انجازات تذكر أمر مهم، غير ان الأهم من رحيلهم كأشخاص هو رحيل نهجهم وسياساتهم وحلول أنظمة وطنية ديمقراطية بدلا من انظمتهم البائدة قادرة على تحقيق الأهداف الشعبية التي نادت بها وخرجت من اجلها الجموع الشعبية في تلك الأقطار. لكن الملاحظ ان قوى الثورة المضادة وأجهزة الدولة العميقة أستطاعت أن تعيق تحقيق أهداف تلك الثورات، فتغير شكل الأنظمة لكن جوهرها بقي كما هو والسبب أن تلك الثورات كانت على شكل أنتفاظات جماهيرية طفح كيلها وعيل صبرها فخرجت تطالب بالتغيير دون ان تكون لها قيادة سياسية موّحدة وبرنامج سياسي اقتصادي أجتماعي واضح المعالم ومن هنا كان مقتلها!