السامية والأبارتيد
بعد الطوفان الذي حدث في زمن سيدنا نوح عليه السلام، وقد نجا من أولاده يأفث وسام وحام كورثته الباقين ليكونوا أجدادا للبشرية؛ كما جاء في حديث النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، في قوله وتعالى نهسبحا وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ قال: سام وحام ويافث.بمعنى وجعلنا ذريّة نوح هم الناس الذين بقوا في الأرض، فالعجم والعرب واليهود والترك والكرد أولاد سام بن نوح (السامية)، والصقالبة والخَزَر والصينيين واليابانين والامريكان والأوروبين أولاد يافث بن نوح (الياثفية)، والسودان والهنود والافارقة أولاد حام بن نوح (الحامية).
يعد نظام الأبارتيد (Apartheid) المزدوج نظام اسرائيل العنصري بعدم المساواة بين رعاياها، وتبنيها سياسة تمييزية ضد معظم السكان، ولا تعترف بالوثائق الدولية الخاصة بحماية حقوق الإنسان، إذ ان فرض بناء الجدار العنصري وتقسيم فلسطين الى كبسونات وفق العرق قد فاق بصورة مباشرة اعراض الفصل العنصري الذي ساد في جنوب افريقيا (1948- 1994). ويحدد نظام الابارتيد لكل من هذه الفئات أماكن السكن ونوعية العمل ونوعية التعليم وحدود الحرية في العمل والتحرك والزواج والترفيه والحقوق السياسية. وقد أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الأبارتيد (إنكار لحقوق الإنسان والحريات الأساسية والعدالة وأنها جريمة ضد الإنسانية وعقبة كأداء في وجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعائق في وجه التعاون الدولي والسلام).
في يوم امس أصدرت منظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة تقريراً يتهم إسرائيل بتطبيق سياسة الفصل العنصري (نظام الأبارتيد المزدوج) ضد الفلسطينين عبر تفتيت الشعب الفلسطيني سياسيا وجغرافيا وقمع الفلسطينيين حيثما وجدوا. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش نأى بنفسه عن التقرير، أما السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي فأشادت بموقف غوتيريش من التقرير وطالبت بسحبه كليا.
في حين أن إسرائيل كعادتها اتهمت العالم وخاصة الأمم المتحدة بمعاداة السامية، تقتل القتيل وتمشي في جنازته (تقتل العرب والفلسطينين أحفاد السامية وتمارس الأبارتيد ضدهم). فلماذا في كل مرة تتهم العالم بمعاداة السامية؛ لكي تغطي على كل جرائمها ضد السامية، ولان العالم لايعرف عن شعوب السامية التي لوثتها إسرائيل في بطشها بهم، وكذلك قتل أحفاد شعوب إخوان سام: يافث وحام. فعلى العالم أن يعي هذه الحقيقة الأزلية.
