ليس هناك بشر في العالم وبغض النظر فيما إذا كان تابعاً لدينٍ سماوي أو كافراً إلا ويتخذ له رباً ويعود لربه في الضيق وفي المُلِمَات. فكيف ونحن لنا رب عظيم ليس كمثله شيء بيده ملكوت السموات والأرض؟ سواء أكُناَّ تابعين للديانة اليهودية أو المسيحية أو الإسلامية وفق ترتيب النزول (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 62)، إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَىٰ وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (الحج: 17)، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)). فكيف ونحن المسلمون أتباع خاتم الرسالات السماوية وهي الديانة الإسلامية وخاتم الأنبياء والمرسلين أجمعين سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رسول العالمين والذي يشهد له كبار علماء ومفكري العالم بعظمة شخصيته وعبقريته وسماحته وتواضعه وعدله بين الناس أجمعين ... إلخ.
كثيرٌ من الناس يتساءلون ويسألون بعض عباد الله ممن يعتقدون أنهم يعلمون ماذا يحصل في العالم: ماذا بعد ما نحن فيه من الركود في كل شيء؟ ومن ضيق الحال في المال والتجارة وفي البيع والشراء ... إلخ؟. أقول لكل أولئك: إرجعوا إلى الله عن طريق كتابه العزيز وتدبروه تجدوا الحل لأي مشكلة أو معضلة تواجهكم في حياتكم (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا(الكهف: 54)). ألم يطلب الله من عباده اجمعين تدبر كتابه العزيز (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء: 82))؟!. ولكن في المقابل كثيراً من الناس قلوبهم مقفلة ولا يريدون أن يتدبروا القرآن (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24)). فمن أراد أن يكلم الله فعليه بالصلاة ومن أراد أن يكلمه الله فعليه بقراءة القرآن. ونحمد الله أننا مسلمون ففي أي وقت نستطيع أن نكلم الله.
فننصح أولئك المتذمرين والذين يشكون الضيق في أمورهم المالية او الاقتصادية (تجارة وبيع وشراء) أو ضعف في القوة أو قلة في نزول ماء السماء أو قلة في الذرية أو يريدون متاعاً حسناً أوغير ذلك من نعم الله التي لا تعد ولا تحصى (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)). فعليهم في الإستغفار وقد ورد بهذا الخصوص آيات عده منها (وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ، وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ، (هود: 3 و52)). (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا، مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا، وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (نوح: 10 - 14)). أليس هناك بعد هذه الآيات أجوبة لكل من هم في ضيق في مختلف أمور حياتهم؟!. فعلينا جميعاً بدلاً من التذمر والشكوى أن نعود إلى الله ونستغفره بإستمرار حتى يرضى الله عنَّا ونصبح في أحوال أفضل مما نحن فيه. وتفرج كربنا جميعاً بأمر الله (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)).
* كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك