بقلم: أ.د. عدنان مساعده *
ان أصدق الكلمات هي التي نخطها بشرايين الوفاء والحب الصافي لتكتب إلى أصحاب القلوب النقيّة التي لم تتلوث رغم مرور الأيام بحلوها ومرها، وبقيت وهّاجة نضرة تشع ألقا وتزرع سنابل قمح وزيتونا وبراعم حصاد ليعم الخير على أرض بلادي في كل زمان مكان.
أكتب هنا بعاطفة جيّاشة تركت في النفس غصة وفي القلب حسرة وتأثيرا عميقا تتعلق برحيل القلوب النقية التي لا اعتبرها رثاء بقدر ما ترتقي سموا ورفعة لهؤلاء الذين غادروا هذه الحياة بحياء وبهاء ورحلوا إلى رحاب الله الأوسع من رحابنا تاركين الأثر الطيب والقدوة سلوكا ونهجا.
أخاطب تلك القلوب النقيّة وهاتيك الضمائر الحيّة التي تشع ألقا وضياء التي غادرت هذه الدنيا لتطمئن في رحاب الله الأوسع من رحابنا، فيا أيها الطيبون المهاجرون إلى رحاب الله لقد تركتم ألما يعتصر قلوب محبيكم وحزنا كبيرا أخذ مساحة واسعة بحجم سعة قلوبكم النقيّة البيضاء التي ما عرفت حقدا ولا حسدا ولا بغضا ولا كراهية لأحد، وبذرت بذور الخير في كل مكان بوقار الأنقياء وبهيبة الشرفاء الصادقين حيث عملتم بضمير حي ونية صافية وكنتم النموذج الراقي سلوكا وتصرفات والخجل يعلو محيّاكم البهي تواضعا في غير ضعف، رحلتم إلى الله الرحمن الرحيم ولسان حالكم يقول لنا: "قل آمنت بالله ثم استقم"...آمنتم بالله ربا وأنعكس هذا الإيمان على جوارحكم صدقا وسموا، وأخلصتم لوطنكم وقيادته الحكيمة عطاء وإخلاصا وتفانيا ومحبة ليبقى أردننا وطن العطاء والتماسك والمحبة... إننا ندرك اننا ودائع في هذه الحياة كما قال شاعر العربية لبيد بن ربيعة:
وما المال والاهلون الا وديعة ولا بد يوما أن ترد الودائع
نعم ان أجسادنا وقلوبنا تتعب عضويا كما هو قلبك ايها الحبيب أخي أبا علاء، ولكن كان نبض قلبك قويّا بحب الخير للناس وكانت شرايين دمك تضخ عطاء وصدقا كما هو قلبك ولم يتلوث في هذا الزمن الذي يقسو على الأنقياء ...وهذا حال الكثيرين من الأنقياء أمثالك الذين تتورد وجهوهم خجلا وحياء وتزداد بهاء وضياء وبقيت قلوبهم ثابتة راسخة لم تغرها أطماع الحياة، ونسأل الله تعالى أن تكون ممّن قال الله تعالى فيهم : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة"
والى اللقاء ايها الحبيب في منزل صدق في عليين وفي رعاية وحفظ مليك مقتدر.