انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

خماش يكتب: حقيقة التعليم العالي في الأردن

مدار الساعة,مقالات,هيئة النزاهة ومكافحة الفساد,جامعة اليرموك
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/07 الساعة 23:59
حجم الخط

جاء سمو مهنة التعليم من سمو جلالة ربِّ العالمين عندما كان الله أول معلم لآدم عليه السلام عندما علَّمه الأسماء كلها (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)). كما أن الله أوضح في هذه الآية أن هناك تفاوتاً في القدرات والإمكانات بين مخلوقاته من نفس النوع وبين مختلف أنواع خلقه عندما أجرى مناظرة بين آدم والملائكة وإمتحنهم من يستطيع أن ينبئه بأسماء ما عرض عليهم من أشياء فكان جواب الملائكة (قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (البقرة: 32)). وقد فاز آدم بالمناظره لأنه كان طالباً نجيباً ومجتهداً (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 33)). وقد أعطانا الله درساً في اإحترام أهل العلم والعلماء عندما أمر الملائكة بالسجود لأدم لأنه تفوق عليهم بالعلم (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة: 34)) وقد بينت الآية أن هناك أعداء للعلم والعلماء مثل إبليس الذي أبى أن يسجد لآدم.

وكما عَلَّمَنَا الله أيضاً أنه لابد من تشجيع المتفوقين بتقديم جوائز تحفيزية لهم كما فعل الله مع آدم وزوجه وأدخلهما الجنة (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (البقرة: 35)).

فمعروفٌ عنا كأردنيين أننا أهل علم ومتفوقين ومتميزين في علمنا ومخلصين في تعليمنا. وقد ساهمنا في مجال التعليم في معظم دول الخليج وأولها الكويت والبحرين والسعودية وغيرها فيما بعد. ولهذا السبب كنا في مقدمة الدول العربية الحديثة التي فتحت الجامعات في بلادها وقد استقبلنا في جامعاتنا الطلبة الوافدين من كل الدول العربية الشقيقة ومن دول الخليج العزيزة على قلوبنا. وقد تم تأسيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضبط جودتها والتي أشرفت منذ تأسيسها وما زالت تشرف على نوعية برامج التعليم وجاهزية الجامعات للتخصصات المختلفة التي اعتمدت وستعتمد فيها. ولا ولم ولن تسمح قوانين وأنظمة وتعليمات هذه الهيئة بأي خلل في برامج التعليم أو أساليب التعليم والمبادئ والأسس المعتمدة في الجامعات سواء أكانت خاصة أو حكومية. وإذا كان هناك تجاوزات في بعض الجامعات الخاصة كما ذُكِرَ خلال اليومين الماضيين فهذه تجاوزات فردية سيتم التحقيق فيها وسيحاسب المسؤولين عنها من قبل هيئة النزاهة ومكافحة الفساد وفق القانون. وسوف لا ولم ولن يسمح لأي جهة بالتدخل فيما يستحق أي من يثبت عليه التجاوز من العقاب الذي يستحقه. لأن السمعة الأكاديمية المتميزة التي بنيناها خلال السنوات الطويلة الماضية لأردننا العزيز من أجدادنا وآبائنا لا ولم ولن نسمح لأي فرد أو مجموعة من الأفراد تشويهها مهما كانت مكانتهم ومناصبهم.

فنرجوا ممن يصرحون من المسؤولين عن التعليم العالي في الأردن وممن ينشرون الأخبار غير المتأكد منها عن شهادات منحت لبعض الطلبة من دول شقيقة خلال فترة زمنية قصيرة، أن يكفوا عن ذلك حتى يتم التيقن من هذه الأخبار. لأن أي مسؤول في أي جامعة سواء أكانت خاصة أو حكومية لا ولم ولن يقبل بتشويه سمعة جامعته لإرضاء أهواء بعض الأشخاص. فالمصلحة العامة للجامعة والبلد فوق كل إعتبار شخصي أو مصلحي لأي فرد أو مجموعة أفراد.

* كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك

مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/07 الساعة 23:59