مدار الساعة - بقلم: د علي النظامي
رسالة.
معالي د وليد المعاني، وزير التعليم العالي المحترم:
الجامعات الاردنية الخاصة، والرسمية الـ15، والضربات القاسية التي تلقتها هذه الجامعات، من عدد من الدول العربية بخصوص وقف اعتماد هذه الجامعات:
هناك حكمة تقول "إذا اردت أن تبحث عن أسباب فشلك، فأبحث داخل نفسك، وداخل بيتك، قبل أن تعلق أسباب فشلك على الآخرين".
من هنا أقول الضربة القاسية التي تلقتها الجامعات الاردنية الـ 15 ليست من فراغ، نعم الطلبة العرب من الدول التي شاركت في هذه الضربة يتحملون نصف أسباب المشكلة، ولكن النصف الاخر يتحمله رؤساء جامعات سابقون، ووزراء تعليم عالي سابقون، ومؤسسات دولة ممثلة بمسؤولين سابقين، وهنا أعني كفاءة من تم تعيينهم للتدريس في هذه الجامعات، ووفقا للواسطة والمحسوبية والشللية، وبعيدا كل البعد عن معايير الجودة في أختيار من يصلحوا للعمل في الجامعات الاردنية، ووفق أسس التعليم العالي، وأسس هذه الجامعات، وبالتالي نتج عن ذلك فوضى عارمة وفشل كبير في مدخلات ومخرجات التعليم العالي، ودمار كبير في أنتاج هذه الجامعات من البحث العلمي ، ناهيك عن التجاوزات التي حصلت في أسس الترقية في هذه الجامعات، والتي بدأ العمل على تجاوزها منذ سنة تقريباً، ومن قبل رؤوساء الجامعات المعينة على حد ما علمت.
من هنا اقول يا دكتور وليد أنت قلت ذات يوم، مقولة شهيرة، وكم أحترم هذه المقولة جدأ، قلت "هناك من يطلقون على أنفسهم مدرسين في بعص الجامعات الاردنية ليس حرام عليهم دخول هذه الجامعات، بل حرام عليهم المرور من أمام بوابات تلك الجامعات".
لذلك يا معالي الدكتور لنعد لواقعنا ونبحث عن جملة الاسباب الموجودة لدينا والتي اوصلتنا الى هذا الواقع المرير، عندها سوف نجد أن الاسباب تكمن فينا، وفي محطات سابقة نسفت جهود من بنوا وعمروا عند تأسيس تلك الجامعات، لذلك اذا اردنا العمل اليوم على أنقاذ سمعة التعليم العالي في الاردن، فعلينا إعادة النظر في الكثير الكثير من اسس تعين المدرسين ، وأسس الترقية للمدرسين في الجامعات ، ووضع ضوابط حقيقية للتعامل مع من المدرس الذي يستحق أن يبقى بين طلابه وفي جامعته ، ومن المدرس الذي لا يصلح للوقوف امام طلابه، ومن المدرس القادر على الانتاج العلمي والبحثي، ومن المدرس القادر على حفظ أمانة المسؤولية العظيمة ، عندها قد نتمكن، وفي غضون5 سنوات من أنقاذ مؤوسسات معينة في التعليم العالي، وكذلك جامعات رسمية وخاصة من الدمار والخراب، وربما الاغلاق.