كيف كانت الأرض عندما هبط آدم عليه السلام وزوجه وإبليس عليها من الجنة؟ (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). وكيف تدبرا أمرهما؟ نعم خلق الله لآدم وزوجه كل ما يحتاح له في الأرض من نبات وحيوانات ... إلخ. وتعلم آدم وذريته من بعده من الحيوانات الكثير من الأشياء بأمر الله. وتغيرت الحياة على الأرض شيئاً فشيئاً مع تكاثر بني آدم وتعلمهم وإستغلال عقولهم النيرة في التطوير والإبداع حتى وصلنا إلى مانحن فيه من التطور التكنولوجي المتقدم جداً. فمن المشي على الأقدام إلى إستخدام الدواب إلى صناعة القوارب فالسفن والسفن الحربية والغواصات إلى صناعة القطارات فالسيارات فالطائرات البسيطة إلى الطائرات النفاثة والحربية والسواريخ العابرة للقارات إلى القنابل النووية فالهيدروجينية فالكهرومغناطيسية ... إلخ.
فبفعل الإنسان من تفجير القنابل الذرية والهيدروجينية وغيرها في الجو وتحت البحار والمحيطات وفي الصحارى وفي باطن الأرض أثر كل ذلك على الكرة الأرضية، وربما أدى إلى إنحراف مسارها حول نفسها وحول الشمس، مما أثَّرَ في الفصول الأربعة في وقتها وفي ظروفها. فلاحظنا خلال السنوات الماضية تأخر نزول الشتاء مما جعل المسؤولين في البلاد الإسلامية والعربية دعوة رجال الدين والناس إلى تأدية صلاة الإستسقاء في أكثر من عام. وها نحن منذ عدة سنين نلاحظ إختلاف في درجات حرارة فصول الصيف من صيف لآخر وتأخر فصل الشتاء عن عادته وتعرض المنطقة إلى أمطار غزيرة وإلى نزول حبات كبيرة من البرد بحجم حبات البيض أو كرات تِنِسْ الأرض. وقد أدى ذلك هذا العام إلى إلحاق الضرر بالسيارات والمزروعات ومنازل الناس وممتلكاتهم وكل ذلك بما كسبت أيديهم لعلهم يرجعون عما يغضب الله (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41)),
نعم لا يبقى على ما هو إلا هو ربَّ هذا الكون. فنسأل الله أن لا يكون التغيير على مسار الأرض حول نفسها وحول الشمس يلحق الضرر بالعالم بشكل كبير. نعم هذا العام تأخر فصل الشتاء وبعد أن تفاءلنا بإنتهاء البرد القارص والشتاء الغزير والبرودة الشديدة. تفاجأنا هذه الأيام بإنخفاض درجات الحرارة بشكل كبير وبهطول الأمطار والبَرَدَ بشكل كثيف مرة ثانية فنسأل الله السلامة وأن يكون كل ذلك فيه الخير لنا ولبلادنا. والذي يجعلنا نتفاءل بالخير أن الله بارك في بلادنا لأنه قال في كتابه العزيز (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (الإسراء: 1)). فنحن بعون الله مبارك فينا وفي أراضينا.