انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

استطلاع الجزيرة

مدار الساعة,مقالات,الملك عبد الله الثاني
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/31 الساعة 11:41
حجم الخط

لست أدري عما إذا كانت قناة الجزيرة - قد استأذنت المسؤولين في الديوان الملكي في عمان، أو استمزجتهم في مسألة إشراك جلالة الملك عبد الله الثاني في استطلاع شخصية الأسبوع الأكثر تأثيرا التي أجرتها القناة مؤخرا؟

وإذا كان الأمر كذلك، فهل عرف المسؤولون في الديوان أن جلالة الملك سيتنافس في هذا الاستطلاع مع فنانيْن مصرييْن شابيْن ، ومع رجل مهني، هو مدير مكتب التحقيقات الاتحادي في الولايات المتحدة، ورئيسة وزراء دولة أوروبية، هي بريطانيا؟

لست أدري، أيضا، ما هي الحكمة من هذا الاستطلاع؟ ثم هل يتساوى تأثير الفنانين مع تأثير القادة وزعماء الدول من حيث حجم التأثير، ومن حيث طبيعته؟؟

وهل يتساوى تأثير ملك بحجم عبد الله الثاني مع تأثير شخصية مهنية تعمل في التحقيقات الأمنية مهما كانت صعبة ومعقدة؟

وهل يتساوى تأثير ملك بحجم عبد الله الثاني الذي يقود دولة في محيط عاصف، مع ما يرافق ذلك من مشكلات اقتصادية كبيرة ــ مع تأثير رئيسة وزراء بريطانيا المدعومة ببرلمان وحكومة لهما مواصفاتهما المتميزة، ومن ورائهما قدرة اقتصادية عظيمة؟

إن كانت الجزيرة قد استمزجت الديوان الملكي، وأخذت الموافقة والمباركة- فإن من أعطى الموافقة ( نيابة عن جلالة الملك ) قد وقع في مزلق ما كان له أن يقع فيه؛ لأن التنافس، هنا، وإن تكلل بالفوز ــ لن يضيف شيئا إلى رصيد جلالة الملك.

العجيب أن وسائل الإعلام في الأردن قد أبرزت هذا الاستطلاع، وأبرزت تفوق جلالته فيه على منافسيه الذين ينتسب خمسون يالمئة منهم إلى جيل الشباب من أهل الفن، والمسرح، والمسلسلات.

ولست، هنا، أقلل من قيمة الفن وأهله، ولكن المنطق يقول: إن المطربين يتنافسون فيما بينهم، وكذلك يفعل المسرحيون. كما يتنافس الزعماء والقادة والسياسيون فيما بينهم، وكذلك الرياضيون، وهلم جرا.

ثم إن التكافؤ بين المتنافسين في الميدان الواحد – شرط مهم للتنافس في الاستطلاعات؛ فلا يجوز أن تجرى منافسة بين بطل رياضي عالمي، وآخر ما يزال في فريق الحارة.

ولو تساءلنا عن المشاركين في التصويت، هل هم جميعا من العرب؟ أم أن التصويت في هذا الاستطلاع كان متاحا لكل الشعوب؟ وهل تتساوى اهتمامات هذه الشعوب بمثل هذه الاستطلاعات؛ لتشارك فيها بالحماس ذاته الذي تشارك به شعوب أخرى؟

الكلام عن الاستطلاعات في بلاد العرب – حديث يطول، ولكنني أقول: إنه لم يكن من اللائق إقحام جلالة الملك في استطلاع كهذا .

وأخيرا، إذا لم تستأذن الجزيرة الديوان الملكي بإشراك جلالته في هذا الاستطلاع – فما هي الرسالة التي أرادت الجزيرة إيصالها؟

مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/31 الساعة 11:41