بقلم: الأستاذ الدكتور بلال ابوالهدى خماش، كلية تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب، جامعة اليرموك.
سوف ينتهي هذا الكون بأمر ربِّه وفي الوقت المحدد له من الله سبحانه وتعالى ولكن قبل ذلك سينذر الله الناس بآياتٍ صغرى وآياتٍ كبرى (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ (محمد: 18)). وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هناك آيات صغرى وكبرى ومن الآيات الكبرى:إِنَّ السَّاعَةَ لا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الأَرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ، قَالَ شُعْبَةُ وَحَدَّثَنِي عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ مِثْلَ ذَلِكَ لا يَذْكُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ أَحَدُهُمَا فِي الْعَاشِرَةِ: نُزُولُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صلى الله عليه وسلم، وَقَال الآخَرُ: وَرِيحٌ تُلْقِي النَّاسَ فِي الْبَحْرِ). وهناك ترتيب لآيات الله العظمى في إقتراب الساعة أي يوم القيامة.
والذي حملني على كتابة هذه المقالة هو تداول فيديو بين الناس بشكل واسع على الواتس أب وغيرها من وسائل التواصل الإجتماعي عن خروج دابة ضخمة الحجم على شواطئ عُمَان تتكلم.
نعم، من آيات الله الكبرى قبل يوم القيامة (الساعة) هو خروج دابة من الأرض تُكَلِم الناس (وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ(النمل: 82)). ولكن على الناس أن يفكروا بالعقل والمنطق ويتساءلوا الأسئلة التالية: هل ترتيب وقت خروج هذه الدابة حان بالنسبة لترتيب علامات الساعة الكبرى؟ هل لهذه الدابة صفات معينه ذكرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؟ أو حدد مكان خروجها؟ أو ماذا تقول عندما تكلم الناس بالضبط؟ وعندما تخرج هل تستمر لمدة طويلة؟ وماذا تفعل بالكافرين أو الذين لا يؤمنون بآيات الله؟ وهل دابة واحدة تخرج من هذا النوع أو أكثر تنتشر في كل مكان في الأرض؟ وهل تتكلم باللغة العربية (على الأغلب) أم بلغات مختلفة ... إلخ من هذه التساؤلات. فعلينا أن لا نصدق كل ما يتم تداوله على وسائل التواصل الإجتماعي دون التحقق منه فتناقله بيننا دون تأكد يُعطي فكره عنَّا أننا لا نفكر بشكل منطقي ومعقول. نسأل الله أن يحسن خاتمتنا وخاتمة المؤمنين والمؤمنات وكل من يوحد الله في هذا الكون الشاسع المترامي الأطراف.