أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

يا أبناء الحراثين وأحفاد الفرسان..

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كتب : محمد عبدالكريم الزيود

لو كنت صاحب قرار في الدولة لقمت بتعديل المناهج المدرسية والجامعية وأدخلت قصص نجاح بعض من ما زالوا يتنطنطوا من منصب إلى آخر وهم على حافة قبورهم، من إبتلينا بهم وبذريتهم على مدار السنوات الماضية، لم يسجلوا إختراعا أو منجزا إلا فكفكة الوزارات وبيع أصول الدولة وتوريط الموازنة بالمديونية والقروض.

لو كنت صاحب رأي ومشورة لعدلت منهاج الفيزياء وأضفت قانون حفظ المسؤولين ؛"فالمسؤول الأردني لا يفنى ولا يموت وإنما يتحوّل من منصب إلى آخر ومن ثم يؤول لابنه بالوراثة".

فقط في بلادنا تستفز الحكومات الناس في كل شيء، تستقصد قهرهم، تكذب عليهم صبحا ومساء، تطعمنا وهما وتخدرنا بالوعود المدهونة بالعسل وسرعان ما نكتشفها خوازيق "مبشمة"، وتجيد فقط صنع المصطلحات الكبيرة والأحلام الوردية؛ فوجع الناس لا يداويه "مشروع النهضة" ولا "مقدمة ابن خلدون".

قصص التعيينات للأقارب والأنسباء لا تنتهي، لا معيار ولا أسس إلا عندما يتقدم أحد الفقراء وعامة الناس وهو يحمل سيرته الطيبة فيتم تطبيق كل معايير العالم حتى فحص "الدي أن إيه " وبالتالي يستبعد لأنه لا سند له في ظهر الحكومة ويرفش في بطنه باسم تكافؤ الفرص والعدالة والحاكمية الرشيدة.

تعالوا أيها الشباب يا فاقدو الأمل والتغيير، تعالوا ندفن "إستراتيجيات الشباب" ومشاريع "التمكين" ونحن نرى عبّاد الكراسي وورثته قد عمّروا ولم ولن يتزحزحوا عن مناصبهم حتى يأتيهم ملك الموت.

تعالوا يا أصدقائي من نسل الرعيان والفلاحين والعسكر، تعالوا نجمع شهاداتنا ونحرقها ونستدفئ عليها فيما تبقى من خمسينية الشتاء فالله منع المطر وأبقى البرد عقابا لسكوتنا.. تعالوا يا أبناء الفقراء نلطم أنفسنا ونفرك على جرحنا الملح فنحن لا نصلح للمناصب وللكراسي، وحبنا لبلادنا وتضحيتنا ودم شهدائنا لا تكفي معايير التعيين.

فقد أصبحنا يضيق علينا بكل ما أوتي من وسع، صرنا في الوطن غرباء لا يليق بهم أشكالنا ولا لون بشرتنا ولا أسماء عشائرنا، ويوما ما سنكون مثل خيل الإنجليز عبئا عليكم فأطلقوا رصاصكم علينا وأريحونا.

تعالوا يا أبناء الحراثين وأحفاد الفرسان، أنتم "قوى الشدّ العكسي" وبقايا "الهنود الحمر"، تعالوا نبكي أرضنا ونتلوا شعر حبيب الزيودي:

" السلام على وطن

خط كل حقائقه في السطور

وأخطأها في الصدور

والسلام على وطن

لم يظل لنا فيه غير القبور" .

مدار الساعة ـ