هيلدا حياري تكتب: محمد القرالة شخصية العام ٢٠١٨

مدار الساعة - هيلدا حياري

في ٢٠١٨ تعبنا نحكي عن الفساد العام الذي تأثرنا به جميعنا، سلبيا ونفسيا، وخلينا نحكي شوي عن نزاهة واخلاق اشخاص عرفناهم ونفتخر فيهم ..

سالتني صديقة اليوم الصبح مين برأيي ممكن أرشح شخصية عام ٢٠١٨ وبدون اي تردد جاوبت :

من سنين طويلة كان يراسلني صحفي بجريدة الرأي ويطلب مني إجراء حوار عن الفن بشكل عام وكنت اتهرب دائما واتحجج واعتذر لاني كسولة بهالقصص الاعلامية وما برغبها ! الى ان لفت انتباهي صفحته وما يقوم به من اعمال مهمة.. بعثتله رسالة وطلبت رقمه واتصلت فيه وقلتله : محمد بدي اساعدك !!

مش عادتي احكم على اي شخص بتسرع ودائما باحتاط وبعطي وقت طويل حتى أحكم عانسان بتغير او لا .. حقيقي او مزيف صادق بستعرض او لا وانا شخصيا بحب اراقب الشخص وما احكم من اولها عليه ولان الوقت والايام كفيلة بالحكم على أي انسان وحقيقته ..

ساعترف اولا بانه اصبح عندي صديق واخ اعتز فيه مدى الحياة.. رجال قابلته نزيه صاحب مبادئ لا تتغير نادر ما نشهدها بشخص لا يكل ولا يمل ويوميا من التنقل في كل مناطق المملكة مهما كانت الظروف الجوية من سيول وفيضانات وبرد قارص وعواصف رملية على الطريق الصحراوي او بعز الصيف والشمس الحارقة او بالمواصلات والإمكانيات البسيطة ..

ليش شخصية ٢٠١٨ الانسانية ؟ محمد رمم بيوت أرامل كانت متهالكة على رؤوسهن ورؤوس اطفالهن الايتام، كانوا بشر عايشين بدون صرف صحي بدون خزانات مياه بدون مطبخ بدون فرشات يناموا عليها بل حصيرة ممزقة ان وجدت .. محمد اطعم الاطفال بيده واستبدل احذيتهم الممزقة بكلشي جديد ومعظم الحالات كانوا ايتام كساهم واطعمهم وحن عليهم وشغلهم وزرع فيهم ثقة بالنفس وحب الحياة .. عالج مشاكلهم الجلدية باصطحاب اطباء متطوعين دائما معه للبادية وغيرها بقرى تفتقر للمياه وتفتقر لوجود حتى صابون وحلاق او حتى مركز صحي بالمنطقة ..

يا سادة يا كرام محمد القراله الصحفي المصور البسيط بجريدة الراي اصبح بنظري اقوى شخصية مؤثرة في بلدنا لهذا العام والعام الي قبله حتى ! وتبعوه كتار وقلدوه كتار واتبعوا اسلوبه لكنه يبقى محمد هو الصدق والحقيقة ..

وبانضمام جميع اطياف المجتمع له من متطوعين ومتبرعين وجمعيات خيرية ومؤسسات وعيادات وصيدليات ساعدت ايضا .. فتح مشاريع تشغيل لشباب ونساء ارامل متل افران الخبز باكثر من قرية وصالونات الحلاقين وادخل الفنون ايضا عهذه القرى باصطحاب فنانين وشعراء وموسيقيين كله من اجل تعليم هؤلاء الناس المنسيين وحثهم على الاختلاط بالمجتمع الفني والابداعي لخلق افكار جديدة عالاقل عن طريق الحوار .. وبلاش انسى البحيرة الاصطناعية تم زراعة الاسماك النهرية بها في مناطق الاغوار ليستفيد سكان المنطقة منها .. محمد اسس رواتب شهرية لبعض الارامل ودفع ايجارات سنوية لبعضهم الاخر وكله من فاعلي الخير رفقاء محمد في المسار .. عالج مرضى وكان ينقلهم الى عمان من قرى مدن ومخيمات والاهم انه ما كان يفرّق بين اصل ولا فصل ولا هوية ولا لون ولا طول ولا عرض .. استبدل ارضيات البيوت بدل الطينة والسخام الي شفناه بالبلاط والشبابيك والبواب وستر على كتير عائلات فقيرة ليصبح عندهم سقف من الاسمنت يسترهم هم وأطفالهم وكنبايات وتلفزيونات ومئات المئات من البسكليتات اذ اتخذها وسيلة ليتنقل بها الناس في هذه المناطق .. محمد شفته خباز ومزارع واليوم التاني طباخ واليوم التالت سائق باص وكتير مرات كان يتحول لحلاق ويحلق شعر اطفال بعد ما يحممهم بيده بشامبو عمرهم ما شافوه ( بقرية الثغرة ) وكانوا يعانوا من امراض فطرية جلدية مش سهل التعامل معها ..

والان ينهاية ٢٠١٨ انجز مكتبات تحتوي على كتب قيمة للكبار والاطفال في قرى نائية اهلها يفتقروا لكل وسائل التثقيف والترفيه ..

من سنين ومحمد هو نفسه لا كل ولا مل ولا اي مصلحة عنده او اي اهتمام باي هدف يوصله لأي مكان الا المحافظة عابتسامة يتيم او ختيار او ارملة وهو الذي يتهرب من اي لقاء تلفزيوني وبخجل او حديث صحفي لولا تشجيع رفقاؤه في المسار !!

قبل ساعتين طلبته قلتله وينك كل عام وانت بخير قلي انا بعجلون خلصت مهمة وهيني طالع لعمان عند ولادي.. هذا الرجل الان بعجلون لينهي عام ٢٠١٨ بانشاء المخبز الثامن عشر كمشروع لتشغيل الشباب من ضمن مشاريعه العديدة في المملكة والتي اسسها جميعها بمساعدة وتكافل اهل البلد ! وملاحظة بسيطة محمد حتى سيارة ما عنده بتنقل بسيارة زوجته الرائعة ام زيد لمساعدة اي فقير وهي تشبهه تماما بالعديد من الصفات الانسانية.. محبة كبيرة لام زيد طبعا

عم بفكر بس بصوت عالي كيف اعداد كبيرة من ابناء بلدنا تغيرت احوالهم وتحسنت ظروفهم المعيشية بمساعدة هذا الرجل ولو كنت صاحبة قرار بهالبلد، لن اتردد او احتار للحظة واحدة بوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب لانه هالصفة الانسانية تاثر فيها عدد كبير من شباب بلدنا وتبعوا رجل مؤثر وايجابي يتحلى بالصدق وشرف الامانة والنزاهة وكنت شاهدة عليها بالعديد من الطلعات !!

فلو !!!!! انا صاحبة قرار لحملت هذا الرجل حقيبة وزارة التمنية الاجتماعية ومع مرتبه الشرف لاني على ثقة انه لن يجلس على كرسي ومكتب ابدا ونعم بلدنا بحاجة امثاله!

لكن ما يقوم به الان الصحفي المصور بجريدة الرأي ومؤسس #مسار_الخير محمد القراله، اكبر بكثير مما تقوم به اي وزارة تنمية اجتماعية .. فخليك متل ما انت ابو زيد العظيم !