انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

هل مات حل الدولتين ؟

مدار الساعة,مقالات مختارة,قطاع غزة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/23 الساعة 00:54
حجم الخط

شعر كثيرون بالصدمة لما ورد خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأميركي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في البيت الأبيض ، فقد اتضح أن ترامب ، خلافاً لرؤساء أميركا السابقين ، ليس مصراً على حل الدولتين ، وأنه قادر على التعايش مع أي حل يتفق عليه الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني ، سواء كان حل الدولتين او الدولة الواحدة ، ومن الطبيعي أنه قادر أيضاً على التعايش مع لا/حل.

ليس من الضروري أن نصاب بالصدمة لهذا التراجع في موقف أميركا في عهدها الجديد ، ذلك أن حل الدولتين كان سياسة أميركية ثابتة منذ 24 عاماً ، وكان هذا الحل وما زال معززاً بقرارات دولية واجماع قادة العالم ، ومع ذلك فلم يتحقق حل الدولتين ولا أي حل آخر.

الجديد في الموضوع أن يذكر الرئيس حل الدولة الواحدة ، أي على كل أرض فلسطين التاريخية ، وقد فهم بعضنا أنه حل جيد لأنه يعني أن يشكل الفلسطينيون ما يقارب نصف عدد السكان ، وبالتالي قد يصبحون أغلبية عددية في دولة ديمقراطية خلال سنوات معدودة ، وليس من المستبعد في هذه الحالة أن يصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي أو قائد جيش الدفاع فلسطينياً!.

هذا الكلام مفهوم على سبيل السخرية ، لأن حل الدولة الواحدة من وجهة نظر إسرائيل يتحقق بطرد الشعب الفلسطيني أو أغلبيته من الضفة ، فالمطلوب ضم الأرض وليس الشعب. وحتى بدون (الترانسفير) فإن قطاع غزة الكثيف السكان مستبعد سلفاً أرضاً وسكاناً ، ولا يدخل في حسابات الدولة الواحدة.

ما يفهم من تطور محاولات الحل الفاشلة أن أميركا والعالم لن يفرضوا على إسرائيل حلاً ، وأن الامر متروك لخيارها وقرارها ولها حق الفيتو على أي حل.

خيار إسرائيل هو استمرار الوضع الراهن ، لأن مرور الزمن لم يرفع عدد سكان الضفة كما يوحي معدل النمو السكاني المرتفع ، وذلك بسبب التهجير والبطاقات الخضراء والصفراء والجوازات الدائمة والمؤقتة وتسهيلات الهجرة إلى أميركا ، وأخيراً وليس آخراً جعل الحياة في الضفة لا تطاق.

استمرار الوضع الراهن دون حل هو الخيار الإسرائيلي ، لأن مرور الوقت يسمح بإحداث تغييرات على الأرض تجعل اي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية غير وارد ، ذلك أن مصادرة الأراضي والاستيطان هي في الواقع عملية ضم تدريجية لأراضي الضفة لإسرائيل ، كما أن عدد المستوطنين الإسرائيليين في الضفة يناهز ثلاثة أرباع مليون ونسبتهم إلى مجموع السكان في ارتفاع ، فالميزان السكاني في الضفة يميل لصالح إسرائيل.

الباب مغلق على أي حل يلبي بعض حقوق الشعب الفلسطيني ، وهذه وصفة فعالة لنشر التطرف والعنف.

الرأي

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/23 الساعة 00:54