انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

«الرابع».. ومشهد سياسي أردني مرتبك جداً

مدار الساعة,مقالات,مجلس النواب
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/23 الساعة 10:18
حجم الخط

مدار الساعة - بقلم : سيف حسين الرواشدة


إن المشهد السياسي الأردني مرتبك جدًا، فأنت أمام حكومة بطعم التيار المدني تغازل التيارات المحافظة ووصف المحافظة هنا هو لمكاسب الماضي فقط، ولا يدل على أيديولوجيا أو موقف تعتنقها هذه التيارات، فالحكومة اليوم تقدم تمرير القوانين كالضربية أو الجرائم الالكترونية على تعديل ضروري بعد استقالات حادثة البحر الميت، وهذ التصرف لا يبرره سوى بحث هذه الحكومة القادمة من رحم احتجاجات الرابع عن شرعية ليست تستمدها من الشارع بل من أروقة السياسة التقليدية والقوى الاقتصادية المؤثرة.

وأنت أيضًا أمام تيارات اسلامية منسحبة من الساحة، تكتفي ببعض المشاحنات السطحية مع نشطاء اليسار من الشباب، وغياب لأي معارضة منظمة ومنضبطة على اتصال بالشارع وقواعده، نهايك عن معارضة رشيدة تتشارك مع الحكومة الهدف وهو خدمة الأردن وتختلف معها بالطريقة والرؤيا.

وهذا يظهر بينًا في أحداث الرابع، فهذه الاعتصامات ليس لها قيادة توجهها أو رؤوس يسهل التحاور معها، وقد يكون عزفها شدوًا أحيانًا ونشازًا أحيانًا أخرى، وقد يتسلق عليها البعض كالنقابات وبعض الشخصيات، وقد ينوء البعض بنفسه عنها، فهي تتحرك بعقل الشارع الجمعي صاحب المزاج غير المتوقع الذي لا نعرف نحن أو هو ما هي خطوته القادمة.

إذن فغياب المعارضة اليوم هو أخطر ما يواجه الحكومة في ملف الرابع تحديدًا، فناهيك عن انعدام الثقة بين الشعب والحكومة وحتى مجلس النواب، فإن الشارع الأردني لا يجد اليوم من ينطق بلسان حاله أمام الحكومة ويخاطب همومه، ولا يرى له متنفساً غير الرابع إما بالنزول إليه أو بالوقوف الداعم سلبًا مع من يعتصم هناك.

ومن زاوية أخرى قد يصح أن نختزل أحداث السنوات العشر الماضية كمقدمات وأسباب لما حدث ويحدث في الرابع هذا العام، وقد يصح أيضًا أن نقول أن خارطة العام القادم معلقة أيضًا على أقدار الرابع بين المعتصمين والرزاز.

فالعام القادم سيكون صعباً على الأردنيين من الناحية الإقتصادية، فالانتقادات التي تطال الموازنة الجديدة كثيرة من توقع إرادات الضرائب المتفائل جدًا، وحصة الإنفاق الرأسمالي الضئيلة والعودة إلى الاقتراض لسداد الديون القديمة أو حتى الفوائد المتركمة عليها فقط، وفوق كل هذا شبح أزمة إقتصادية وكساد عالميين يطل علينا في الربع الأخير من السنة القادمة، هذا كله يفتح باب الانفراج السياسي وإعادة بناء الثقة كمخرج أخير ووحيد للحكومة، أمام أنغلاق المخارج والحلول الاقتصادية أمامها، ويظهر هذا التوجه جلياً بالقبض على "مطيع" والتلميح المباشر وغير المباشر على الذين سيجرهم مطيع معه.

ويبقى السؤال " ماذا أعددنا لما قد سيحدث في 2019؟"..

فحصاد 2018 هو مشهد سياسي مرتبك وأولويات حكومة بعيدة عن الشارع وشرعيته واعتصامات على الرابع مستمرة ولايبدو انها ستتوقف قريباً ووضع اقتصادي لا يبشر بالخير، وحلول سياسية تأتي دومًا متأخرة على مواعيدها فتفقد بهذا الكثير من النتائج المرجوة منها، وشارع لا نعرف متى سترتفع درجة حرارة احتجاجاته.

سيف الرواشدة
سيف الرواشدة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/23 الساعة 10:18