انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

مشروع الدولة الثقافي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/10 الساعة 18:18
مدار الساعة,الأردن,الجامعة الأردنية,

ليس ترفا أن نسأل عن مشروع الدولة الثقافي ، في ظل غياب للهوية الوطنية الأردنية والتي تعتبر البوصلة الحقيقية لروح الدولة ، والتي برأيي غير خاضعة للتفاوض أو البديل ، وتنعكس على المنتج الثقافي حتى لو كان الأثر الإنساني هو الأصل، لكن الهوية الوطنية تمنحه البصمة المختلفة والتي لا تتشابه مع الآخرين.

يلتمس الكثيرون حالة من الضياع ربما نتيجة لحالة التشظي للعمل الثقافي المؤسسي وابتعاد للهوية الجامعة وسيادة الهويات والولاءات الفرعية الآخرى في المجتمع.

مشروع الدولة الأردنية الثقافي الذي تشكل مبكرا كان في الستينات وبداية السبعينات يحمل مشروع بناء الدولة ومقاومة الصهيونية ومشاريعها ، وقاده آنذاك الشهيد وصفي التل لذا ظهرت مشاريع الإعتماد على الذات ومشاريع معسكرات الحسين للشباب وبناء الجامعة الأردنية والتلفزيون الأردني وإنتاج الدراما وأغاني أردنية والتركيز على الكلمة والموسيقى.

إن التنوع السكاني والديموغرافي والحضاري ( بدو، ريف، مدن ومخيمات..) يعكس تنوعا ثقافياً، وهذا يقودنا إلى تكامل المنتج الثقافي وليس التشابه شرطا ، وسيكون غنيا بكل ألوان الإبداع التي توثق المكان والإنسان .

يحتاج مشروع الدولة الثقافي أن يؤمن به الجميع ويساهموا في صناعته ، يرتكز على الثوابت الوطنية ( العرش ، الجيش ، الوحدة الوطنية ) ويتشكل من إحترام الحريات والقيم الإنسانية المجتمعية ويحافظ على العقائد الدينية ويدعو للتسامح والعدل والمساواة، وهو السبيل نحو مكافحة الأفكار الهدامة والتطرف والفكر الضال، خاصة بين الشباب الذين ينجذبون نحو أي مشروع ثقافي بديل في ظل غياب مشروع الدولة .

لا ننسى دور المؤسسات الثقافية سواء الحكومية أو الخاصة في بناء المشروع الثقافي وأن يكون عنصر التكامل هو السائد وليس التنافس أو التشابه والنسخ المكرر ، وأن تمنح المحافظات دورا فيه ، نحن بحاجه لجذب الطاقات الإبداعية في الأطراف والمناطق المهمشة والفقيرة ، وأن يتسع للمرأة والطفل والموهوبين أيضا.

الشباب الذين يلجؤون للشارع فقدوا الأمل بالمشاريع القائمة، تجذبهم شعارات مكافحة الفساد والتهميش وضعف الخدمات الحكومية ، هم جيل الإنتظار الذي جرفهم الفقر والبطالة وتبخرت أحلامهم ، واليوم يحاكون لتجارب دول أخرى تجعلهم أقرب إليهم من دولتهم الأم .

نحتاج اليوم لمشروع الدولة الثقافي ويضع الجميع أمام البوصلة الوطنية الوحيدة والتي ستوجه نحو مستقبل الأردن الذي نريد.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/10 الساعة 18:18