في الانا مخزون من تجرعات الظلم والاسى نجترها في احلامنا لبنا وعسلا وعندما نفيق نصطدم بواقع أليم فرض علينا رغما وعنوة بداعي نقص في الاموال والهبات والصدقات وتمعين في السرقات والاتحلال والفلتان فالعبد اولى بالاحمال حتى اصبحنا ملكة اليمين يحضنوننا بلا مقابل ويسخروننا للحرث والزرع ويطعموننا من خشاش الارض وسياط سطوتهم تلسع الظهر وتدمي الجلود ويتغنون على رحى الامنا جباة الديار عليكم سلام.
عندما تسوء الاحوال وتزداد المنغصات من حولك ولا تأتي كما نشتهي آمالك تثور الانا على الواقع وتحضك على فعل التذمر والاحتجاج مع انه محسوب على الايمان اضعفه املا في ان يتغير الواقع الى الافضل، فتعلوا الاصوات وتنتافخ الاشداق غضبا وعصبية واقلها تافف منفوخة الشفاه يحسبها الناظر قبلة الوداد، وذلك تعبيرا عن استيائنا وعدم رضانا فنجد انفسنا ناقمين على من حولنا الذين سبحوا بعكس تطلعاتنا ورغباتنا ورضانا , مع ان رضانا غاية لا تدرك ولكنه سلوك بشري حضاري انساني بديلا عن العدوانية والفوضى والتي لا تلتقي مع العقلانية والرشاد.
ان الاحساس بمرارة الظلم وعدم مراعاة الظروف المعيشية للمواطن احد هذه المنغصات ومدعاة للتذمر والاحتجاج واقلها التأفف والامتعاض وان كنا نمضي بها فترة من الوقت الا ان الرياح العاتية ستجرفها الى واد سحيق فلا يراها مسئول ولا يصغي اليها ذو شأن فتمضي ملوما محسورا قابعا في زاوية النسيان والخذلان وكانك يا ابو زيد ما احتجيت ولا نلت مرادك من الامرين , فلماذا تتعب نفسك والامر ال الى صيرورة قبل ان يلعبوا معك لعبة (الاستغماية ) وعندما اغمضت عينيك ثقة واملا وحسن نوايا بادلوك بمبدأ عنز ولو طارت، انت تريد وهم يريدون وهم الغالبون يملكون ما لا تملكون فالاحمال من نصيبكم وهم على اكتافهم ورود وفي فرش منعم وضمائر مغيبة يعمهون , فاصواتكم نشاز تزعج الاسماع فاين منها اشجان فيروز وام كلثوم , فلا فائدة ترجى من وقوفكم ولن تجنوا منها سوى الام الظهر والارجل وبحة الصوت , فالجدار بينكم وبين المنتفعين والمتنفذين والمتسلطين والمحتمين بكرسي القدرة جدار سقفه عنان السماء، والحال ليس من المحال بل هو من الحال رضيتم ام ابيتم ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم (سوف احلق شنبي اذا غيروا).