انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

الزيود يسأل: لماذا لم تعد الشوارع تشبهنا نحن الأردنيين

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/17 الساعة 23:20
حجم الخط

* محمد عبدالكريم الزيود

لا يثير حزني إلا حضور جنازة شهيد، أو رؤية طفل يبكي أباه ويجلس عند قبره وحيدا.. أو جندي يقف وحيداً على باب سفارة يبحث عن دفء ضائع في شوارع فارغة، وبنايات أبوابها مغلقة، وسيارات لا يشاهد أصحابها من خلف زجاجها المعتم ...

كتب حبيب الزيودي يوما "هذي بلدنا" ومات حبيب مقهوراً وحيداً.. وخاطب عمان وقال: "يللي ما تعرفي النكران" فأنكروه حيا وميتاً وخلعوا كل نصوصه من كتب العربية..!

لم تعد البلد بلدنا وشوارعها لا تشبهنا، فقط تشبه وجوه الفقر ووجوه العسكر الذين يحرسون حدوده ويقفون ويحرسون سفاراته وبنوكه وجشع رؤوس أمواله .

لهم الوطن ولنا الوطنية والأغاني في الإذاعات، والكتابة أن البلد بخير "والأمور تمام " .. لنا الفقر والجوع والقلق ولهم الفرح والرقص وحضور حفلات ياني وإقتناء التماسيح والأسود وطعام القطط والإحتفال بالشمبانيا .. يزيد وجع قلوبنا ويرتفع الضغط والسكري والروماتيزم والأسعار ، وتنخفض فقط رواتبنا وتتآكل ومع ذلك نقول ؛ المهم أن يظل الوطن بخير ..

هذا وطن مقسوم منذ أن كان: لنا الدم ولهم الدينار.. لهم الأرض ولنا حراثتها فنحن العجول .. لهم مقدمة الصفوف ولنا حراسة الأبواب، لهم الرقص على الدفوف ولنا ضرب الكفوف... لهم حاويات البضاعة ولنا حاويات الزبالة ، يزيد رصيدهم ويزيد وجعنا وفقرنا .

المهم ما زلنا أحياء يا صديقي على هامش الحياة فقد علمونا أنك ستبقى جنديا لتحمي البلد وإبنك حتما سيكون مشروع شهيد .

مدار الساعة ـ نشر في 2017/02/17 الساعة 23:20