بقلم - عمر عبنده *
ولأن البيادق البيض كانت لي فبدأت النقلة الأولى " بالبيدق السياسي " فتحرك أمامه بيدق أسود هو البيدق الأمني حسب تسميتها الجديدة فشل حركته ، حاولت المناورة ونقلت الحصان لحمايته فواجهني الأسود بحركة الوزير الذي له الحق في التحرك في كل الاتجاهات وليأكل كل من يعترض طريقه أفقياً وعمودياً وقطرياً ، حركت قلعتي فتصدى لها الوزير أيضاً ، حركت حصاني الثاني فتصدى له الفيل الأسود ، فقلت في نفسي لِمَ لا أناور ببيادقي ، وأُجري مناقلات بين مربعات وخانات الرقعة عَلّي أجد ثغرةً أنفذ منها إلى ديار الخصم الأسود ، وفعلاً نقلت "الصناعي" إلى خانة "السياسي" الذي أطاح به "الأمني" الأسود والزراعي إلى خانة الكهربائي الذي أطاح به الفيل الأسود ، والتجاري محل الاجتماعي وهكذا ، لكني في كل خطوة أخطوها كان الخصم يأتي على كل أحجاري ، وأكثر ما أحزنني أن القلعة السوداء أطاحت "بالدَّوّار".
فشلت فذلكتي ، لأن رقعة الشطرنج وأحجارها ستظل عصية على أمثالي وستظل تتنقل عليها البيادق من خانة إلى أخرى بفعل فاعل دون حول منها ولا قوة وستبقى الأمور على ما هي عليه .. الرقعة هي الرقعة والأحجار هي الأدوات.
* إعلامي