مدار الساعة - تعقد جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي بالتعاون مركز الامتياز للتعليم التنفيذي في معهد الدوحة للدراسات العليا، ندوة بعنوان"الترجمة ووحدة المعرفة" وذلك يوم 8 أكتوبر 2018، عند الساعة الثانية عشر ظهرا في مقر معهد الدوحة للدراسات العليا بحضور عدد من الباحثين والأكاديميين والخبراء في مجال الترجمة.
وتأتي الندوة التي تفتتحها نائب الرئيس للشؤون الإدارية بمعهد الدوحة للدراسات العليا د. هند المفتاح بحضور رئيس لجنة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ا.د. محمد الأحمري، وتديرها عضو الفريق الإعلامي للجائزة د. امتنان الصمادي، ضمن سلسلة فعاليات الجائزة للتعريف برسالة الترجمة ودورها في مد جسور التواصل الفكري والإنساني ودور جائزة الشيخ حمد في رفد العالم العربي بأبراز المنجز الإنساني المترجم من وإلى العربية.
كما تهدف لخلق حالة من الوعي بأهميتها ودورها في النهوض الحضاري لدى جيل المتعلمين في معهد الدوحة للدراسات العليا.
ويشارك رئيس معهد الدوحة للدراسات العليا بالوكالة د. ياسر سليمان معالي، بورقة حول" التأثير المتزايد للجوائز الثقافية العالمية"، كما ستلقي الناطق الإعلامي باسم الجائزة د. حنان الفياض من جامعة قطر الضوء على جائزة الشيخ حمد للترجمة (اللغات والمحددات في الموسم الرابع).
في حين سيتناول مدير معجم الدوحة التاريخي د.عزالدين البوشيخي، موضوع "الترجمة من منظور لساني- تواصلي". وستتناول كلمة رئيس برنامج اللسانيات والمعجمية العربية في معهد الدوحة للدراسات العليا د. حسن حمزة "الترجمة والخصوصيات الثقافية". وتختم أستاذة نظريات الترجمة بقسم اللغة الإنجليزية في جامعة قطر د. جولييتا سعد بمناقشة "أساسيات في تدريب المترجمين".
وتختتم أعمال الندوة بجلسة نقاشية للوقوف على أبرز الاستنتاجات الأكاديمية والعملية في موضوع الترجمة، ويذكر أن الدعوة عامة لكافة المهتمين.
وتهدف الندوة إلى التبصير بأهمية الترجمة كأداة للتواصل بين الأمم والثقافات المتباينة، مع أهمية الدور الذي تلعبه الجوائز العالمية مثل جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في توسيع التواصل والتفاهم بين الشعوب. كما تسعى هذه الندوة إلى تسليط الضوء على دور الجوائز العالمية في تحفيز حركة الترجمة والمساهمة في مد جسور التواصل بين ثقافات الشعوب، ومنها الدور الذي تضطلع به جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي.
وتناقش الندوة أيضاً أهمية الترجمة في تحقيق هدف وحدة المعرفة الإنسانية، وتنمية العلوم في المجالات كافة ، بما في ذلك مجال العلوم الإنسانية خاصة والطبيعية والتطبيقية عامة. فليس من الممكن، في غياب الترجمة، تصور الحالة المعرفية الراهنة لدى شعوب العالم، ولا حالة مشاهد حيوات الإنسان والمجتمعات، ولا حالة مشاهد الحضارات البشرية وتطورها وازدهارها، واستحضار هذه الحالات والمشاهد المُتخيّلة ما يساعد على تمثل قيمة الترجمة وما تؤديه من الوظائف الحيوية.
ومن أهم وظائف الترجمة نقل المعرفة التي أنتجتها عقول البشر بلغاتها الخاصة لتصير مُتاحة لدى القراء من جميع أنحاء العالم بلغاتهم. فيكفي ترجمة كتاب أرسطو، مثلا، إلى اللغة العربية لتصير أفكار أرسطو متاحة للقراء بهذه اللغة. ويُقاس على ذلك كل مصادر التراث المعرفي الإنساني المتجدّد في مختلف العلوم والمعارف والفنون.
وينجم عن نقل المعرفة من منتجها بلغته الخاصة إلى القراء من العالمين بلغاتهم التفاعل مع هذه المعرفة، استيعابا وتحليلا ونقدا وتطويرا. وغالبا ما يؤدي ذلك التفاعل إلى ظهور نظريات جديدة، بل ومعارف جديدة. وينعكس ذلك في ترقية الفكر الإنساني وتنمية قدرته التفسيرية على معالجة الظواهر الطبيعية والإنسانية والاجتماعية، كما ينعكس في مستوى حيوات الإنسان والمجتمعات وتقدم الحضارات.
وعلاوة على ذلك فإن الترجمة تسمح بالتفاعل بين اللغات أخذا وعطاء. وتجني اللغات المتفاعلة من ذلك تنمية قدرتها التعبيرية ووفرة المصطلحات.
إن إثارة موضوع "الترجمة ووحدة المعرفة" إنما يهدف إلى تسليط الضوء على الوظائف التي تقوم بها الترجمة في تجميع الجهد الفكري البشري ومنتجاته النظرية والمادية والتقنية والتِّقانية لمعالجة القضايا والمشكلات التي يواجهها الإنسان والمتجددة باستمرار وجوده. كما يهدف أيضا إلى تسليط الضوء على الوسائل التي تلجأ إليها الترجمة لتجاوز الخصوصيات الثقافية وتحقيق وحدة المعرفة.
وتمثل الترجمة واحدة من أقوى أدوات التواصل الإنساني، وتعميق وتوسيع التفاهم بين الشعوب، دعماَ للتعايش السلمي وإبعاداً لشبح الصراع. فالترجمة تقرب المسافات بين الأمم، وتعزز المشترك الإنساني بجعل إنتاج الثقافات المختلفة متاحاً لمن هم خارجها.
وهذا بدوره يطرح السؤال حول مساهمة الجوائز العالمية في دعم الترجمة، وفي جعل ثمارها متاحة لعدد أكبر من الناس، ولفت الانتباه إلى منتجاتها الأعلى قيمة.