سقوط حر من أجل الهبوط: مأساة غياب التجهيزات في مطارات أفريقيا

مدار الساعة -تعرض مسافرو رحلة تابعة لشركة "إير كونغو" لموقف استثنائي في مطار كيندو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث ظلوا محتجزين داخل الطائرة لساعات متواصلة بسبب غياب السلالم اللازمة للنزول.

وانتشر مقطع فيديو مصور خلال الساعات الأخيرة عبر منصة "إكس" يُظهر ركاباً يقفزون من الباب الرئيسي للطائرة إلى أرضية المطار من ارتفاع يتراوح بين خمسة وستة أقدام.

ونشرت حسابات متخصصة في الطيران المقطع الذي أظهر مساعدة الركاب بعضهم البعض أثناء القفز من الباب المفتوح.

وأظهرت اللقطات المتداولة ركاباً يسلمون حقائبهم إلى موظفين على الأرض قبل محاولة النزول بأنفسهم، فيما تواجد طاقم من شركة "إير كونغو" وموظفو المطار الذين يرتدون سترات عاكسة تحمل كلمة "بيست" بالفرنسية التي تعني المدرج، دون اتخاذ بدائل آمنة للإنزال.

كما شوهدت عناصر من الشرطة المحلية في موقع الحادث، لكنها لم تتدخل لمنع عملية إنزال الركاب غير الآمنة.

وامتنعت الشركة عن نشر منزلقات الإخلاء، وهي معدات أمان تُستخدم لمرة واحدة فقط، نظراً لما يترتب على تشغيلها من توقف تشغيلي وتكاليف مرتفعة.

وقدّرت جهات الطيران الأمريكية تكلفة استبدال مجموعة المنزلق في طائرة "بوينغ 737" بنحو 19,000 دولار، فيما تصل كلفة الفحص وإعادة التعبئة إلى أكثر من 12,000 دولار، إضافة إلى احتمال تعطّل الطائرة لساعات أو أيام، خصوصاً في مطارات تفتقر لفرق صيانة متخصصة.

وأثارت التعليقات على المنشور قلقاً خاصاً بشأن المسافرين المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة، واصفة الحادث بأنه فشل واضح في تجربة السفر بالمطارات النائية.

اللافت أن أبواب طائرة بوينغ 737 الأمامية مصممة على ارتفاع يتراوح بين ثلاثة وأربعة أمتار عن الأرض، ويمكن أن يؤدي السقوط من هذا الارتفاع إلى كسور وإصابات في الرأس أو العمود الفقري، خاصة دون مساعدة أو هبوط محكم.

وسجل حادث مماثل في ديسمبر (كانون الأول) 2024 عندما سقط أحد أفراد طاقم شركة توي البريطانية وتعرض لكسور متعددة تطلبت فترة تعافي طويلة.