مدار الساعة - كتب: احمد الهبارنه الدعجة - حين يُذكر اسم الجيش الأردني يُستحضر معه تاريخ طويل من المجد والتضحية والشرف. إنها ليست مجرد مؤسسة عسكرية، بل رمز للوطنية والانتماء، ودرع يحمي الأرض والكرامة. فـ"الجيش العربي المصطفوي"، كما يُطلق عليه، لم يكن يومًا مجرد تشكيل عسكري، بل هو عنوان لعقيدة راسخة جذورها حب الوطن والقيادة والذود عن الحمى الأردني بكل غالٍ ونفيس.
منذ تأسيسه، كان الجيش الأردني في مقدمة الصفوف دفاعًا عن الأمة، ليس فقط داخل حدود المملكة، بل في كل الميادين التي نادت بنصرة الحق. شارك في معارك العز والكرامة، ووقف شامخًا في وجه الأطماع، وساند الأشقاء في أوقات المحن، مؤكدًا أن الأردن، رغم صغر مساحته، كبير بمواقفه وشعبه وجيشه.
ومن أبرز محطات تاريخه المضيئة، معركة الكرامة عام 1968، التي أعادت للأمة العربية هيبتها بعد نكسة حزيران، وكانت فيها دماء جنودنا الطاهرة رسالة للعالم بأن الكرامة لا تُشترى، وأن الأردنيين لا يرضخون للعدوان مهما كانت التضحيات.
ولم تتوقف بطولات الجيش عند المعارك، بل امتدت إلى ميادين السلام والإغاثة والعمل الإنساني. حيث حمل جنودنا رسالة السلام إلى أنحاء العالم في بعثات أممية، وساهموا في تقديم العون الطبي والإنساني في مناطق الكوارث، وهذا ما يؤكده دائما جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله من خلال توجيهاته أن ما يقوم به الجيش الأردني في هذا المجال هو تجسيد حقيقي لقيم الدولة الأردنية ومبادئها، ويعكس صورة ناصعة عن إنسانية الأردنيين ونخوتهم مجسدين القيم النبيلة التي تأسس عليها هذا الجيش العظيم.
اليوم، وفي ظل التحديات المتغيرة، يبقى الجيش الأردني حصن الوطن المنيع، وسياجه الحامي، ومصدر فخر لكل أردني. يتطور في عتاده وتدريبه، لكنه يحافظ على ثوابته: الولاء، الشرف، التضحية.
فالجيش الأردني كلمة كبيرة فعلاً، ولكن تاريخه، إنجازاته، تضحياته، ومواقفه الوطنية والإنسانية، أكبر من أن تُختصر في كلمات.
حمى الله الاردن وحمى الله قيادتنا الهاشميه الحكيمة