مدار الساعة - كتب: إبراهيم راضي الصبح - "إلحق… الصندوق بيحكي!"
تخيل معي، يوم الانتخابات… كل إشي ماشي تمام، الناخبين جايين، وكل واحد متحمس يضع ورقته ويكمل يومه.. فجأة، الصندوق… يتكلم! نعم، صندوق الاقتراع قرر ينطق، وعنده شغلات بدو يحكيها. صدقوني، لو كان للصندوق صوت، كانت قصته من نوع ثاني.
يقعد الصندوق قدامك ويبدأ يسأل الناخبين: "إنت ليش جاي؟ عارف مين رح تختار؟ عارف ليش بدك تختار هالشخص؟". الصندوق ذكي، ما بينخدع بالشعارات ولا الصور، بيعرف إن الشغلة أكبر من هيك. بيعرف إن الانتخابات مش مجرد ورقة بتدخل فيها بالصندوق وبتطلع بعدها تتصور على الفيسبوك وتكتب "أنجزت". لأ، الصندوق بيعرف إن كل صوت هو حجر في بناء مستقبل هذا البلد، وكل صوت هو خطوة للأمام نحو الديمقراطية اللي بنطمح لها.
"نسبة المشاركة وضرورة التغيير"
الصندوق، لو كان بيتكلم، أكيد رح يقول: "يا جماعة، في الانتخابات الماضية، نسبة المشاركة كانت أقل من 40%.. طيب وين الباقيين؟ وين اللي بيحكوا 'ما في تغيير' وهم ما شاركوا؟ التغيير ما بيجي من المكاتب ولا من المقاهي، التغيير بيبدأ من هون… من عندي!"..
بصراحة، لو كل واحد فينا سأل نفسه: "شو بقدر أعمل حتى أساهم في بناء هالبلد؟"، الجواب ببساطة هو صوتك.. الانتخابات هي فرصتنا نحكي كلمتنا، مش بس نسمع، ما بتقدر تشتكي من اللي بيصير بعدين وانت ما شاركت من البداية، ما بتقدر تطلب تغيير وانت قاعد تستنى الناس تغير بدالك.
"دور الحكومة في دعم الديمقراطية"
والحكومة، مش ساكتة كمان.. أكيد في دور كبير عليها. الحكومة اللي بتفتح الباب وبتشجع الناس تشارك وتدعم العملية الديمقراطية، هي اللي بتقدر تعزز الثقة بين الناس والمرشحين.. إذا كانت الحكومة واضحة وصريحة في تعاملها مع الانتخابات، ووفرت الشفافية المطلوبة، الكل رح يحس إنه إله دور ورح يتحمس يشارك.
تخيل الصندوق يقول لك: "يا جماعة. إذا بدكم تتأكدوا من نزاهة العملية، تعالوا وشاركوا بنفسكم. خليكم جزء من القرار، خليكم جزء من التغيير."
"التغيير الحقيقي يبدأ منك"
في النهاية، ما في شي اسمه "التغيير مستحيل"، التغيير ببدأ من أصغر خطوة… من الصوت اللي بتعطيه للصندوق، ولما يكون عندك صوت، ليش تخليه ساكت؟ ليش تخلي غيرك يقرر عنك؟ صوتك هو اللي بيحدد كيف رح يكون بكرا، تخيل لو كل واحد فينا قال: "مش فارقة معي"، كيف رح يكون الوضع؟ بس إذا كل واحد قال: "لا، صوتي بيفرق"، رح تشوف كيف بيفرق عن جد.
"رسالة الصندوق: صوتك أمانة"
لو الصندوق بيحكي، كان قال: "صوتك أمانة، لا تخليه ضايع بين الكلام الفاضي والوعود الزائفة، شارك… خلّي صوتك هو اللي يصنع الفرق، البلد إلنا كلنا، وإذا بدنا نبنيها صح، لازم نبدأ من هون."
ختاماً، الانتخابات هي فرصة، مش واجب، فرصة نختار، فرصة نغير، وفرصة نشارك في صنع مستقبلنا. الدور علينا. خلونا نرفع نسبة المشاركة في الانتخابات الجاية، وخلينا نثبت إن الديمقراطية في الأردن مش مجرد شعارات، بل حقيقة بنعيشها. "صوتك هو اللي بيصنع الفرق… لا تخليه ضايع!"