حالة الفراغ والتوهان التي يعيشها شبابنا الاردني تتحمل الجزء الاكبر من مسؤوليتها وزارة الشباب في الحكومات المتعاقبة، والتي ما زلت تفتقر الى خطط وبرامج حديثة تراعي وتخاطب متطلباتهم تنسجم مع احتياجاتهم.
لذلك فان اجراءات الوزارات المتتالية ما زالت عاجزة عن تحقيق الاهداف والطموحات في ظل خطط قديمة ومتكررة تقتصر على ما يسمى مراكز الحسين للشباب كل عام دون تقديم ما هو جديد في ظل الثورة التكنولوجية وتغير المزاج لدى مجتمع جله من الشباب.
وعلى الرغم من ان معسكرات الحسين غير كافية الا انها ما زالت مقتصرة على منتسبي المراكز انفسهم فقط بسبب ضعف الرسالة الاعلامية والتسويقية باستقطاب شبان جددا مما يحرم اعدادا كبيرة من الاستفادة من الالتحاق بها لحصرها في عدد محدود وتكرار نفس الوجوه تقريبا.
فلا يعقل ايضا ان يقتصر نشاط المراكز الشبابية المنتشرة في جميع انحاء المملكة على محاضرة او ما شابه على مدار العام في ظل ابنية متهالكة وقديمة واجهزة ومعدات اكل الدهر عليها وشرب.
وتبرر المراكز ضعف الانشطة والبرامج بقلة المبالغ المرصودة لها ولتي لا تتجاوز الـ 5000 دينار سنويا وفي حال تم تنظيم ندوة او نشاط فان المبلغ الذي يحصل عليه لا يكفي الا لدعوة عدد قليل من الشباب.
وهنا يمكن ان نتغلب عليها باشراك القطاع الخاص كالبنوك والشركات في برامج واضحة واهداف حقيقية توزع على جميع المحافظات وان لا ننسى دور الاعلام بكل انواعه للمساهمة في ايصال الرسالة.
هناك دول عربية لها تجارب ناجحة نحن بحاجة الى الاطلاع عليها والاستفادة من ما تقدمه من خدمات للشباب خاصة الموهوبين منهم وتبني افكارهم لمساعدتهم على الابداع والابتكار والتشجيع على العمل التطوعي في جميع المجالات التعليمية والزراعية والصحية لتاكيد مبدأ الشراكة في البناء وان الوطن وممتلكاته لنا جميع يجب المحافظة عليها.
كما يسوغ اخرون ان التقلب والتغير السريع في موقع الرجل الاول ناهيك عن تغيير اسم الوزارة مرة الى مجلس اعلى واخرى الى وزارة دون معرفة الهدف او السبب يعيق العمل.
ان التواصل مع شبابنا في الخارج يكاد يكون مقطوعا وعندما يعودون الى الوطن خاصة في الاجازات لا يجدون اي شيء مما يتطلب التواصل معهم واشراكهم في نشاطات هادفة تعرفهم بوطنهم واطلاعهم عن كثب على كل ما يتعلق بوطنهم مباشرة دون الاعتماد على الاشاعات والاقاويل لتعزيز قيم الولاء والانتماء لديهم.
اننا نجتاج الى ثورة في وزارة الشباب لتنفيذ برامج شبابية على مدار العام باهداف محددة وزيادة مخصصاتها المالية ودعمها حكوميا لتحقيق مضامين خطاب التكليف السامي وتعهداتها في بيانها الوزاري فيما يتعلق بالشباب لمواكبة هذا التطور وان لا نبقى مترددين وتقليديين في اجراءاتنا التي لا تتسم مع الواقع.
وان لا ننسى التواصل مع شبابنا والحوار معهم لتشجيعهم على الالتحاق بالمراكز والمعسكرات وذلك ضمن برامج يشارك الشاب نفسه في صياغتها ووضعها واجراء استطلاعات ودراسات على مستوى الوطن والاستنارة باصحاب الخبرة وعلماء النفس لمعرفة هذه الاحتياجات والبناء عليها والابتعاد عن التقليد.
ونقول هنا انه عندما تخرج الوزارة من عباءة التقليد وتقترب من الشباب في برامج تحاكي تطلعاتهم وهمومهم فاننا نكون قطعنا شوطا كبيرا في النهوض والبناء وخلق قيم الانتماء ونسهم في سد حالة الفراغ لديهم ما يقلل من نسبة العنف والجرائم والقضاء على نسبة كبيرة من الاشاعات التي تغزو مواقع التواصل الاجتماعي وبالتالي نحافظ على الوطن.
الدستور