هذه الحكومة جادة في مشروع المدينة الجديدة فهي تعي اهميتها كمشروع تنموي حضاري ينفذ على طريقة المدن الذكية المخدومة وقد خصصت لها في الموازنة العامة للسنة المالية 2025، مليوني دينار للدراسات التفصيلية.
المدينة لن تكون مشروعا عقاريا وهي ان بدا كذلك لن تكون مجرد مبان بل ستكون نموذجا حضاريا له اهداف اقتصادية واجتماعية ولوجستية.
هناك اسباب كثيرة تدفع لتأييد مشروع المدينة الجديدة لان الهدف منه هو تنموي اقتصادي واجتماعي كما ورد في كتاب التكليف السامي».
اذا كان الهدف هو بناء مدينة ذكية تنتقل اليها الحكومة جزئيا فعليها ان تضمن ملكية مبانيها التي ستجتذب اليها وحولها مباني يمتلكها القطاع الخاص لاغراض متعددة.
كانت هناك افكار عديدة طرحت منها مثلا بناء مدن صغيرة ذكية حول عمان تستقطب السكان والاعمال وبعض المباني الحكومية وهي فكرة قدمتها جمعية مستثمري قطاع الاسكان ونوقشت بالفعل لكن اية خطوة في هذا الاتجاه لم تتحرك.
المهم انه يجب ان تكون المدينة الجديدة انتاجية بمعنى ان تضمن استرداد رأس المال المدفوع للخزينة وللقطاع الخاص.
اهمية الشراكة الواسعة للقطاع الخاص في هذا المشروع هو اعفاء الحكومة من ان تنفق على انشاء المباني، اذ يجدر بالمستثمرين المحتملين تولي هذه المهمة لمصلحة الحكومة مقابل منحهم اراضي فيها واعفاءات سخية لمشاريعهم.
المدينة الجديدة فكرة قديمة طرحت على مر الحكومات، لكنها كانت كلما لمعت أطفئت جذوتها بحجة الوقت غير الملائم والإمكانات المحدودة ومصاعب التمويل.
هناك من يعتقد ان المدينة الجديدة ستورط الخزينة بديون ثقيلة ومصدر القلق تجارب مماثلة.
هل آن أوان المشروع الذي أصبح حاجة اقتصادية واجتماعية لإنقاذ عمان من الزحام والضيق والعشوائية التي مردها إلى الزيادة السكانية الطارئة التي سبقت التنظيم.
الظروف الاقتصادية الراهنة وضعت الحكومة في موقع الدفاع، وإن صح أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم فيتعين أن تهاجم بمشروع وطني كبير ينتشل الاقتصاد من الجمود، ويوقف سيل البطالة ويحرك الأعمال والقطاعات ويشغل المدخرات الوطنية ويجذب المستثمرين، وما من وعاء أفضل لكل هذا من مشروع عقاري يخلق ثروة جديدة وأصولاً جديدة ويبعث الروح في أراضي خزينة رخيصة ومهملة سترتفع قيمتها بعد وضع أول حجر أساس، وما على الحكومة سوى المساهمة بقيمة أصول تمتلكها في نواحي عمان: أراض ومبانٍ ثمينة بلا أي عائد وتترك التمويل للقطاع الخاص..
المدينة الجديدة فكرة طموحة ذات اهداف اقتصادية ونقطة اول السطر.