مدار الساعة - ينظر إلى السينما الأردنية منذ سنوات كتجربة ناجحة، استطاعت في وقت وجيز أن تحقق تطورا ملحوظا أكسبها تقديرا خاصا في مجال الفن السابع عربيا وعالميا. وهذه التجربة هي اليوم محل متابعة وتمحيص لكشف أسرار نجاحها من قبل النقاد. وفي هذا السياق نظم مركز السينما العربية في مهرجان كان نقاشا حولها. وعلى هامشه التقت فرانس24 بمهند البكري مدير الهيئة الملكية للأفلام وأجرت معه مقابلة.
"السينما الأردنية تسارع خطى الانتشار"، هكذا عنونت صحيفة العرب مقالا لها العام الماضي نظرا لما حققه الفن السابع في هذا البلد العربي، وخلال وقت وجيز، نتيجة ما يسميه مهند البكري المدير العام للهيئة الملكية للأفلام بـ"الإرادة" التي تسلح بها المسؤولون في إنجاح هذا القطاع، و"سياسة حكومية" لدعمه أيضا.
فهذه السينما أصبحت اليوم تنافس دولا أخرى لها رصيد مهم في الإنتاج السينمائي على التتويج في المهرجانات العربية والدولية. والكثير من الأفلام استطاعت أن تسرق اهتمام النقاد بينها "بنات عبد الرحمن"، "بيت سلمى"، "فرحة"، "الحارة" وغيرها من الأعمال. وكان فيلم "إن شاء الله ولد" للمخرج أمجد الرشيد، أحد الأعمال التي مثلت الأردن في أكبر المهرجانات الدولية بينها مهرجان كان نفسه العام الماضي والأوسكار، ونال العديد من الجوائز.
ويعتبر النقاد أن فيلم "ذيب" للمخرج ناجي أبو نوار في 2014، يمكن القول إنه شكل العلامة الفارقة في الطفرة التي رفعت من القيمة الفنية للأعلام السينمائية الأردنية سواء عربيا أو دوليا، مهدت لها مجموعة من الإنتاجات الأخرى، حاولت من خلالها السينما الأردنية بناء الذات تدريجيا إلى أن اشتد عودها في "ذيب"، ودخلت ميادين المنافسة في مهرجانات مختلفة من بابها الواسع.
ويقف وراء هذه الخطوات السينمائية الأردنية الواثقة رجل اسمه مهند البكري المدير العام للهيئة الملكية للأفلام منذ 2009. فرانس24 التقته في مهرجان كان على هامش نقاش نظمه مركز السينما العربية حول تجربة المملكة في الفن السابع، وأجرته معه الحوار التالي:
كيف يمكن أن تقدم نفسك لعشاق السينما في العالم العربي؟
أنا من الأشخاص الذين يعملون على أن تكون لدينا سينما في الأردن والعالم العربي، سينما قادرة على الوصول إلى الجمهور وتحمل قيمة فنية. وأنظر دائما إلى كم هي القدرات التي أنا بحاجة إليها لصبها في المشاريع الأردنية واستقطاب الشراكات من الوطن العربي والعالم.
تم اختيارك شخصية العام العربية السينمائية من طرف مركز السينما العربي الذي يوجد مقره في القاهرة. ما الذي يعنيه لك هذا التتويج؟
التتويج شرف كبير جدا لي. وهو مهمة تدعوني للاستمرار في العطاء السينمائي وتسليط الضوء أكثر على قضايا المجتمع الأردني.
حققت السينما الأردنية الكثير في وقت وجيز، هل هذا نتيجة سياسة فنية وسينمائية معينة، تعطي الآن ثمارها؟
أنا لا أقول سياسة، بل هي إرادة لأن تكون هناك سينما أردنية منافسة عالميا. هذا هو أساس نجاح خطواتنا.
لكن الإرادة وحدها لا تكفي إن لم تكن هناك سياسة حكومية داعمة للمجال السينمائي؟
نعم صحيح. هذا الدعم الذي تتلقاه السينما هو سياسة للحكومة التي تستثمر في هذا المجال لأنه قطاع اقتصادي، ثم إنه يستحضر قضايا مهمة بينها ما هو ذو بعد عربي. الكثير من الأفلام الأردنية قصصها يمكن أن تكون مغربية أو سورية أو غيرها من البلدان العربية مثل فيلم "ذيب".
هل أنت متفائل بمستقبل هذه السينما الأردنية؟
متفائل جدا. ونحن نعمل أيضا بشراكة مع دول مثل مصر، تؤمن بأهمية الأفلام في الأردن وفي بلدانها.
هل هناك وصفة معينة لإنجاح مشروع سينمائي؟
الوصفة هي أنه يجب أن يكون هناك شغف بالسينما. ويجب التركيز على الجودة وليس على الكيف حتى يكون ما ينتج من أفلام قابلا للتسويق.
هذا التعاون الـ عربي-عربي ضروري سينمائيا؟
أعتقد أنه ضروري، لأننا نتحدث عن منطقة عربية أمامها تحديات. نلاحظ كيف تغزو هوليوود العالم بالفكر والمفاهيم التي تريدها. نحن نعرف الشيء الكثير عن هوليوود أكثر مما نعرفه عن السينما العربية. وهذا التعاون يضمن الجودة. نتفرج دائما على أفلام أنتجت بفضل تعاون مع منتجين أجانب، وليس منتجين عرب.
هل تعدد المهرجانات السينمائية وتنوعها في العالم العربي يساعد على تطوير السينما في المنطقة؟
بالتأكيد، لأن المهرجانات تثري الثقافة السينمائية ليس لصناع الأفلام فقط وإنما للجمهور أيضا. يعني عندما تعرض أفلام من المغرب والجزائر وفرنسا ضمن مهرجان في الأردن، فهذه ثقافة ونحن محتاجون لها.
ما دمنا نتحدث عن السينما العربية. كيف تنظر لمستقبلها؟
أتمنى أن تكون أثرى مما هي عليه اليوم إن شاء الله.