بقلم: الدكتور سالم الحراحشة
ان الوضع الذي وصلنا اليه ليس وليد الساعة، حيث انني سمعت وعلى شاشة التلفزيون الاردني رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران وحينها كنت طالبا يقول بأن (الشاة والعنزة في الاردن سياتي وقت يترتب عليها ان تساهم بسداد المديونية الاردنية) و يقصد ان الحكومة سترفع الدعم وترفع أسعار الأعلاف عنها آنذاك.. لقد صدقت الرؤيا يا بدران وهاهم الاردنيون يحصدون نتائج سياستك وسياسة من بعدك.
المهزلة والحكاية بدأت من ذلك التاريخ.. والسؤال اين دور الحكومات من ذلك الوقت حكومة االرفاعي والذهبي وأبو الراغب والنسور واخرهم صاحب الولاية الملقي واصحاب الخصخصة والتحول الاقتصادي.
الحكومات التي لم تقدم مشروعا وطنيا متكاملا إنما عملت على الاستدانة، وبيع مقدرات البلد، والخصخصة وتكريس المحسوبية، والشللية، والتوريث، وزعزعة ثقة الشعب بالحكومات من خلال تغول الفاسدين ووصولهم الى مواقع اتخاذ القرار والمسؤولية وخيانتهم الأمانة التي عهدت اليهم مما ترتب على تصرفاتهم زعزعة ثقة المواطن بتلك المؤسسات الوطنية، واستقبال البلاد مسؤولين اصبح نفوذهم يفوق قوة الشعب والوطن وما يسمى بالدجتال.
كما ان تصرفات تلك الزمر والعمل على تفريغ الأشياء والقوانين من مسمياتها من خلال ايجاد احزاب شكلية امتطاها بعض المتنفذين والحزبيين المتسلقين، وآصدار قوانين انتخابات وهمية ومجالس نواب مدجنة تتم الموافقة على القوانين بشراء الذمم ،كما نسمع ونطق كلمة موافقه على مواد التصويت قبل حصر الاصوات لمجلس النواب، والعمل الممنهج والمقصود من خلال تهميش فئات وقبائل بعينها باعتبارها ركنا أساسيا في امن الوطن.
ناهيك عن تدخل الدول ومحاصرة الاردن، اقتصاديا ، ومحاسبته على مواقفه العروبية من فلسطين والعراق وسوريا، واحتضانه اللاجئين على مدار تاريخ تأسيس الدولة الاردنية، وحقها في الولاية على المقدسات قي القدس الشريف، كل ذلك ادى الى ان يدفع الاردنيون الثمن.
ان غياب المحاسبة وغياب البرامج والنهج الاقتصادي والعلاقات الدولية المتوازنة وكل ما تم ذكره ادى الى مديونية تقارب ٣٠ مليارا تقريبا ونتج عنه فقر وبطالة وسحق الطبقة الوسطى وانتشار الرشوة. والمخدرات والعصبية
ان الحكومات المتعاقبة حكومات تجتر نفسها ومتوارثة وتنتهج اُسلوب ترحيل الازمات واعتمادها على القروض والمساعدات وجيوب الاردنيين.
فيما الشعب الاردني شعب مخلص منتم طيب لكن تصرفات وعدم تحمل الحكومات مسؤولياتها والضغط المبرمج او غير المبرمج على المواطن أدى الى شعور الاردنيين ان يقفوا الى جانب وطنهم ومستقبلهم وقيادتهم ويقولوون كفى للمتقاعسين والفاسدين استهتارا بالاردن وشعبه مدركين ان جوازات سفرهم وجنسياتهم المزدوجة جاهزه لترك البلاد والعباد بعد ان عاثوا بها فسادا ويقولون نحن الاردنيين من كافة المناطق والمدن والقرى والمخيمات وبكافة فئاتهم العمرية نلتقي على الثوابت (الله الوطن الملك) وان الشعب من خلفك ياقائد الوطن بالمهج والارواح هذا ما يلمسه ويلتقي عليه كل فرد اردني.
عليك بهم ياسيدي وكلنا فداك من خلال ايجاد حكومة قوية بعيدة عن الجينات الوراثية ، قادره على محاسبة كل من تقاعس واوصلنا الى هذا الحال.
حفظ الله الاردن ملكا وشعبا وجيشا