د. نبيل العتوم
دبلوماسي وعسكري وخبير استراتيجي مرموق، تقلد منصب سفير المملكة العربية السعودية في الأردن في ظرف حاسم ودقيق، جاء بالتزامن مع تحولات دولية وإقليمية وسياسية وعسكرية جعلته في دائرة الضوء في الأردن من خلال عمله الدؤوب للنهوض بالعلاقات السعودية - الأردنية، في خضم ظروف غير مسبوقة وتغييرات كبيرة تمر بها السعودية على صعيد البيئتين الداخلية والخارجية ، إنه الأمير الشاب خالد بن فيصل بن تركي آل سعود.
الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود تم تعيينه في يوم الأربعاء 21 أكتوبر 2015 بعد أن أدى القسم أمام خادم الحرمين الشريفين، تزامن هذا التوقيت بعد أشهر معدودة من توقيع إدارة أوباما الاتفاق النووي المشئوم مع طهران ، والذي دشن مشروع إيران لابتلاع العراق وسوريا ولبنان والعبور إلى اليمن ، على غير المألوف لم يتوقف الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود ، عند حدود الدراسات الجامعية بل تخطاها من خلال دراسة مجالات أخرى ساهمت في نهاية المطاف من تعزيز مهاراته كعسكري في وزارة الدفاع وكدبلوماسي من الطراز الرفيع ، وهي جميعها مهارات ظهرت جلية في حياته في اللحظات الحرجة التي أثبت فيها كفاءة نادرة ،وقدرة فائقة على التعامل مع الأزمات، وفي إظهار مواقف الرياض والدفاع عنها بشكل علمي واقعي ومقنع ، لا يعرف الكلل أو الملل ، فهو بحق سفيراً بحجم دولة كالسعودية.
الأمير ... الدبلوماسي ... المتواضع
تضم سيرة " أبو سلطان " كما يُحب أن يُكنى الكثير من المحطات المهمة في حياة الرجل والتي جعلته قريبا من دائرة الأحداث ،وملمّا بالكثير من الخلفيات والخفايا السياسية والإستراتيجية في السعودية وفي المنطقة والعالم، حيث أوكلت إليه العديد من المهام السياسية والعسكرية المختلفة، سواء في التحليل الاستراتيجي العسكري والأمني وبطبيعة الحال دبلوماسي ، ذلك المجال الذي أبحر فيه بعمق عقب توليه رئاسة البعثة الدبلوماسية السعودية في الأردن.
ربما هي المرة الأولى في حياتي و التي أرى فيها سفيراً يجلس مع ضيوفه لأكثر من أربع ساعات متتالية يستمع بعمق .. يتحدث ويناقش .. دون كلل أو ملل، تؤم بيته العامر الوفود تلو الوفود ، وهو بالمناسبة مشهد شبه يومي ،شارحًاً وموضحًاً سياسات بلاده وإستراتيجياتها الداخلية والخارجية ، ومواقفها الإقليمية والدولية ، إنه الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود.
يلعب السفير السعودي الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود دورًا مهما كقائد للدبلوماسية السعودية في الأردن تجاوز بكثير الدور التقليدي الذي يلعبه السفراء عادة نظرًا لشخصيته الديناميكية والثقة التي يحظى بها من وزارة الخارجية السعودية ،وهو الأمر الذي مكّنه من ممارسة دور مهم للنهوض بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين " السعودية والأردن " على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية في اتجاه تعزيز التواصل، وتطوير العلاقات بين الرياض وعمان في مختلف المجالات، واصفاً استمرار دعم السعودية للأردن بالقرار الإستراتيجي الذي لا رجعة عنه ، ومؤكداً على عمق العلاقات بين الشقيقين ، وأهمية التنسيق في القضايا الإقليمية المهمة؛ لا سيما القضية الفلسطينية، والأزمة السورية، والقضايا المحورية الأخرى، وأنه لا مكان لمن يريد تعكير صفو هذه العلاقة الحيوية مطلقاً ، ولا مجال للاستماع إلى القنوات الصفراء.
مكّنه انتسابه إلى العائلة المالكة السعودية، من ترجمة سياسة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده بصفته السفير العربي الوحيد الذي يحمل صفة الأمير ، وهو التعيين الذي كان له بالغ الأثر في نفوس الأردنيين ، خاصة وعيونهم ترنو إلى استمرار وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب إخوانهم في الأردن فيما يمرون به من ظروف سياسية واقتصادية غير مسبوقة ، كيف لا وسمو السفير أكد أكثر من مرة في حديثه أن الأردن يُمثل عمقاً إستراتيجياً للسعودية ، وأن بقائه قوياً معافى هو قوة لنا.
تكشف قائمة المهام التي تولاّها أو الملفات التي أشرف عليها السفير الأمير عن الدور الكبير الذي يقوم به في كل ما يتعلق بالنهوض في العلاقات مع الأردن، فإلى جانب قيادته لفريق الدبلوماسية السعودية في الأردن يعمل عن كثب لصالح تطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية، والحديث عن مشاريع إستراتيجية سعودية طموحة مع الأردن للقضاء على البطالة فيه ، وزيادة فرص العمل لأبنائه .
لا يختلف اثنان على أن هذا الأمير القادم من الرياض إلى عمان، قد اختاره خادم الحرمين الشريفين في فترة يمكن القول أنها بالغة الصعوبة ، وتشهد تطورات مهمة وخطيرة تمر بها المنطقة والإقليم ، واحتاجت إلى رجل بوزن الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود.