مدار الساعة - كتب .. لورانس مراشدة
الملك مات .. هيك صرخت بوجهي المعلمة وحكت لما دخلت الصف وانا قاعد بلعب ومش جالس بمقعدي قبل ١٩ عام،
٧/٢/١٩٩ يوم الأحد، ما بعرف كيف لطفل بعمري في ذاك الوقت ان يذكر تفاصيل دقيقة جدا من هذا اليوم، يوم رحيل "الحسين بن طلال"
خيم الحزن الغرفة الصفية والصدمة الكبيرة رغم صغر أعمارنا، ورجعت وصرخت المعلمة وحكت خلص اسكتوا الملك مات، جهزوا حالكم لتروحوا، كل طالب رجع لمقعدوا وفي منا ببكي ومنا مصدوم وصارت المعلمة تبكي، ولما طلعنا برا لقيت معلمات ومعلمين ببكوا ومعلمة فاقدة الوعي وبصحوا فيها.
روحنا ووصلت البيت الجو ماطر وغائم جدا، وبيتنا يكسوه قماشة سوداء من أعلى البيت لأسفله حتى ان الواجهة الأمامية مغطاة بالكامل، نزت من الحافلة انا واخواني وكان طفل من جنسية عربية واقف على باب بيتنا بحكيلنا "ملكم مات".
دخلنا البيت أمي تبكي وأبي أدار وجهه للجهة الثانية لكي لا نرى دموعه.
بعد ذلك ذهبت مع والدي ووالدتي وخالي إلى مدينة الحسين الطبية حيث يوجد الحسين وتتجمهر الشعوب على بابها.
في طريقنا نستمع للأذاعة الأردنية تنقل جلسة طارئة لمجلس الأمة ودخول الملك عبدالله وقسم اليمين الدستورية.
وصلنا المدينة أعداد غفيرة جدا على باب المدينة يهتفوا للحسين، أمطار غزيرة نساء باكيات، رجال يهتفوا ويصرخوا "بالروح بالدم نفديك يا حسين".
يمضي الوقت ونحن على حالنا، حتى يصل الملك عبدالله يقود سيارة جمس لون "سكني" واذكر ان بجانبه الأمير فيصل، والأمراء والحرس بسيارات خلفه، دخل المدينة الطبية، زاد معه هُتاف الموجودين بالخارج، فقدت والدتي الوعي، ركض الأمن ليسعفها، كل ذلك حدث في هذا اليوم،
مع حلول الليل على المكان، قال لنا رجال الأمن أن لا فائدة من الوقوف وأن سيارة اسعاف ستخرج وتقل الملك الرحل.
عم الظلام وزاد المطر وعلو الصياح وكثرت الدموع، رحيله موجع، ومحزن جدا، مهما غاب مكانه بقلوبنا حاضر، الحسين الباني، وهذا اليوم لا انساه ابدا، ما بعرف ليش الأن كتبت هالكلام بعد هالسنين،
رحم الله الحسين ذكراه عايشة فينا لا تموت ابداً، الأب الحاني والملك الباني، الله يغفرله ويرحمه ويجعل مثواه الجنة، ويحمي سيدنا ابو حسين.