مدار الساعة – كتب الاردني خالد الصفران، المقيم في إيطاليا ورئيس جمعية جراسا الاردنية الإيطالية، مقالا بعنوان "رسالة حب إلى الكويت" ودفع بها إلى "مدار الساعة".
يقول الصفران:
في احيان كثيرة تقف الكلمات فيها عاجزة عن التعبير عنها، وهناك حالات مدهشة تبقى اللغة مهما أوتيت من قوة البيان قاصرة عن وصفها !!.
عصفت الحروب والازمات في الامة العربية واخطرها كان الغزو العراقي الظالم للكويت الشقيق وبعدها استمرت الازمات والاضطرابات الى يومنا هذا وشملت ما يدعى بالربيع العربي، وبالرغم من هذا الغزو والمعاناة وقضايا المفقودين الكويتيين فلقد كانت الكويت الشقيقة القلب الرحيم والحضن الحنون لهذه الامة، حتى مع الشعوب التي كانت مؤيدة أو لم تعارض الغزو العراقي الظالم، فتجد السوداني والاردني والفلسطيني واليمني الخ، ما زالوا يعملون في الكويت في هذا البلد المعطاء، فقد قال الله تعالى في معرض بيان صفات المتقين: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:134}. بدون مجاملة فانهم المتقون.
ولانتماء الكويت للامة العربية والاسلامية، قصص، فقد كانت من اوائل الدول العربية التي تؤسس صناديق مالية لتنمية الدول العربية، فلقد اسست الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وهو صندوق مالي كويتي تأسس في 31 ديسمبر 1961 لتوفير وإدارة المساعدات المالية والتقنية للدول النامية، وقد كان تأسيسه في نفس العام الذي شهد استقلال الكويت في عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح وهي مؤسسة مساعدات الأولى من نوعها.
وقد أتى ذلك كرسالة من الشعب الكويتي تقول "بالرغم من أننا على موجة التغيير إلا أننا لن ننسى أصدقاءنا واشقاءنا المحتاجين".
وفي 31 ديسمبر 1961 تم إنشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية كمؤسسة كويتية وكانت عمليات الصندوق في بداية الأمر مقتصرة على الدول العربية وفقا لقانونها الأساسي، وما زالت دولة الكويت تدعم الدول العربية سواء في التنمية المباشرة او دعم ميزانيات بعض الحكومات العربية ام عن طريق استثمارات في كافة القطاعات الاقتصادية والصناعية والزراعية او قروض.
الكويت استمرت في تقديم المساعدات الخارجية الإنمائية والإنسانية قبل واثناء وبعد الغزو العراقي وذلك توثيقا للدور الإنساني والإغاثي الذي تقوم به بقطاعيها الحكومي والأهلي، وهذا يدل على حرص الكويت وشعبها الطيب، منذ استقلالها وعبر تاريخها الحافل بالعطاء، على تقديم المساعدات الإنسانية لجميع دول العالم ، وإن الكويت قدمت هذه المساعدات عبر نشاطات وإسهامات متميزة في قطاعات متعددة للفئات المتضررة نتيجة الكوارث والأزمات الطبيعية أو غير الطبيعية دون تمييز حتى تم اعتبار العمل الإنساني سمة من سماتها، ورافدا من روافد العمل السياسي والاقتصادي الخارجي لها.
وما كانت هذه الدولة الكبيرة والعظيمة بنشاطها الانساني ان تكون على هذا النحو الا من خلال توجيهات حكيمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في الجانب الإنساني والإغاثي على مستوى العالم، واقرب مثال على هذا الدور هو تكريم الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتسمية سموه «قائدا للعمل الإنساني» والكويت «مركزا للعمل الإنساني»، وهذا التكريم يوكد على الدور الإنساني والإيجابي الرائد للكويت اميرا وشعبا وحكومة.
ومن الجدير بالذكر بانه دولة الكويت الشقيق ابتعدت عن اية نزاعات او خلافات مع الدول العربية الشقيقة حتى لو لم تتفق معها، بل كانت السباقة لتقريب وجهات النظر ومعالجة الخلافات بين الاشقاء والدعوة الى الموتمرات واللقاءات لتجمع الاخوة لحبهم لهذه الامة.
وباعتقادي، لا توجد كلمات قادرة فعلاً، على التعبير عن الكويت الحبيب، وعن وصف بذلهم وتضحياتهم وعطاءاتهم، مهما امتلك المرء من البيان، ومن القدرة على البوح والإبداع.
فعطاء الكويت الانساني أكبر من كل الكلمات وابلغ من كل الاسطر، وأوسع من كل المعاجم.
نسال الله عزوجل ان يحفظ الكويت اميرا وشعبا وحكومة، وان تبقى الكويت كما كانت منارة للحب والسلام والإنسانية.