انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس الموقف مناسبات شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

عندنا فقط ’المرأة عار‘

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/08 الساعة 11:14
حجم الخط

مدار الساعة - كتب .. عاكف الجلاد

المرأة جمال الروح ، الحنان ، الحب ، العاطفة ، الطيبة ، منبع السعادة والسرور ، نصفنا الثاني ، ونصف المجتمع الذي نعيش فيه .

المرأة هي العز والشرف ، هي ألام ، ألاخت ، الابنة، الحبيبة، المعلمة ، شريكة العمر ورفيقة الدرب .

هي من كرّمها الله ورفع قدرها ، هي من حملت وربّت ، علّمت ، وأعتنت بك حتى أصبحت رجلاً .

وبعد كل ذلك نهينها ونقوم بالتقليل من شأنها ، نظلمها ، ونعتبرها عار .

عندنا فقط ، فى مجتمعنا الذكوري الشرقي ، المرأة مجرد عورة وعار ، وناقصة عقل ودين .

مجتمع يعتبرها كائن بشري موجود لغرض معين فقط ، ولا يحق لها ان تتعدى ذلك الغرض ، لا يجب عليها الخروج من تحت عباءتها السوداء وإلا إنهارت وانهار أهلها خلفها .

مجرد لفظ اسمها في الشارع عار ، ووجودها فى الشارع عيب ، وحياتها خطأ وعار .

حياة الرجل وماضيه مجرد تجارب ، مسموح له أن يعمل ما يشاء من أخطاء ، فلا عيب ولا عار عليه ، فقط لأنه رجل .!!

أما تلك المرأة ، فتصدر الأوامر اليها من كل حدب وصوب ، لا تخرجي وحدك فهو عار، لا تفعلي كذا فهو عيب ، ولا تعملي كذا فهو خطأ .

نحن مع حشمة المرأة ، إلتزامها ، وصون نفسها ، لكننا أيضاً مع إنصافها وعدم التجنّي عليها ، فليس كل ماتفعله عيب وخطأ وعار .. !

والمرأة ليست هي الطرف الوحيد بتلك المعادلة ، فقد نسينا الطرف الآخر الأهم ، الرجل والذي نعامله وكأنه ملاك يمشي على الارض ..!

كان الأولى بنا توجيهه هو أيضاً ، ومخاطبته كما خاطبنا تلك المرأة : غض بصرك عنها ، لا تتحرش بها، إحمها ، لا تعتدي عليها ، وحافظ عليها ( فكما تدين تدان ).

علينا الإعتراف بأننا كلنا شركاء بالمسؤولية ، وليس فقط المرأة ، التي دائماً ما نحملها أخطاءنا ، ونعلق عليها هفواتنا .

إلى متى هذه الإزدواجية الغبية فى علاقتنا بالنساء ؟ نعترف بحقوقها كاملة ، ونسجنها داخل أسوار حديدية !!

الى متى نعتبرها ملكيه خاصة للرجل وموجودة لخدمته فقط ، ويحق له التصرف بها متى شاء ؟.

إلى متى تُباع باسم الزواج ، و تُشترى باسم الحب ؟.

الى متى ستبقى الأعراف والتقاليد تتحكم بها ، تمنعها من الدراسة ، العمل ، التقدم ، والشعور بقيمتها ؟؟.

كل ذلك بحجة الخوف عليها و حمايتها ، متناسين انها قادرة على حمايه نفسها وقتما أرادت .

كفانا ظلماً لها ، وجهلاً بها ، ونكراناً لجميلها !.

لنرحمها ، ونعترف بقيمتها ، ونكرّمها كما كرّمها الله ، ونعطها حقّها الذي أعطاه لها ديننا ، وننصفها كما أنصفها . ولنتذكر دائماً .. أنهن شقائق الرجال !!.

مدار الساعة ـ نشر في 2017/11/08 الساعة 11:14