افي الأول من تشرين الثاني يشعر الأردنيون أنهم دلفوا فصل الشتاء مبكرا ، يدنو الغيم من رؤوس الشجر وتهب الرياح الرطبة فتندى القلوب قبل الشبابيك والمزاريب ، لكن يبقى وجدان الأردنيين مرتبط بالجيش أكثر، ففي الأول من تشرين الثاني يلبس العسكر الزي الشتوي ، تعلو "جرزة " الصوف فوق القمصان الخاكية ، وتلبس الخفارات " الفلدة" و"المعطف" لأن برد الصحاري يتسلل مبكرا ، فقط يومها يقتنع الناس أن الشتاء قادم والخير قادم.
في تشرين الثاني يقصر النهار ويسابق الناس الشمس ، فهي أيام الزيت كما يقول الفلاحين ؛ " أيام الزيت صبّحت مسّيت" ، فتشرين مرتبط بموسم فراط الزيتون ،والبحث عن مونة السنة من "الرصيع " وتنك الزيت التي تخبئ لسنة طويلة .